تقاريرمجتمعمنوعات

العشق الافتراضى.. الحب على الانترنت.. وهم وهروب وخجل وضعف فى الثقة

الاستماع للخبر

 

 أعدته: شهد خالد

فى عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح كل شئ متاح ومتناول، وكل الممنوعات والمحظورات صادفت رواجا كبيراً فى العالم الإفتراضى، خاصة فى ظل الستار الالكترونى الذى تفرضه الشبكة العنكبوتية على شخصية مستخدميها.

فى ظل هذه المعطيات أصبح ” الحب الالكترونى ” واحدا من أكثر الـ “بنود” بحثا على شبكة الانترنت، حيث يجلس الشاب أو الفتاة أمام شاشة الكمبيوتر يتحدثون الى أشخاص لا يعرفون عنهم سوى ما مايخبر به هو، وفى تقريرنا التالى نرصد “الحبّ على الانترنت” بين الايجابيات والسلبيات.

كثيرون أحبوا من خلال الإنترنت، وكثيرون أيضا اكتشفوا بأنهم قد انخدعوا بذاك الحب إما نتيجة كذب الطرف الآخر وتجمله، أو نتيجة بناء الحب على أوهام، أو نتيجة كثرة الخيانات على الإنترنت.

 

البدايــــــة

الشاب يحادث أكثر من فتاة، والفتاة تحادث الكثير من الشباب، وقد تعجب اليوم بشاب وتعجب بغيره غداً، فالخيارات كثيرة طالما الحب إفتراضى إلكتروني، والتعارف مفتوح ولا حدود له، وفي النهاية ترتبط تلك الفتاة بعريس يطرق باب بيتها ويرتبط ذاك الشاب بابنة عمه أو خاله.

الكذب في الشبكة العنكبوتية كثير ومنتشر ولا حدود له لعدم وجود أي رادع، فإن غاب في الواقع الرادع الديني أو الأخلاقي فهناك رادع الخوف من اكتشاف الكذب سريعاً نتيجة التعامل المباشر مع الآخرين، وهذا الرادع غير موجود في الشبكة العنكبوتية مما يجعل للكذب فيها بيئة خصبة وغنية للإنتشار.

بالطبع هناك من نجحت علاقته مع الطرف الآخر واستمرت وانتهت بالإرتباط والزواج لكن هؤلاء الاشخاص، لايمكن إطلاق صفة الحب عن طريق الإنترنت عليهم، لأن تعارفهم جاء من خلال الإنترنت، وإنما التعامل المباشر ومن خلال الواقع هو من جعل علاقتهم تنجح وتستمر.

 

الأسباب

تتعدد أسباب لجوء الكثيرين الى الحب الافتراضى، فالبعض يجد في الانترنت تسلية مجانية من كلّ النواحي، الكذب فيها ليس له ثمن، فمنهم من يلجأ إلى انتحال شخصيات مزوّرة، أو إلى مضاعفة الشخصيات، وإبتكار حديث ليس له أية صلة مع الواقع.

يحذر علماء الطب النفسى من خطورة الثقة بهؤلاء المتعارف عليهم إفتراضيا، خاصة فيما يخص المعلومات والبيانات والصور الشخصية، وكذلك البوح بأرقام الهواتف خشية إستخدامها بصورة سيئة في مواقع مشبوهة أو تجارية.

يؤكد خبراء علم النفس أن هناك فئة تلجأ الى وسيلة “الحب الافتراضى” على الانترنت هربا من الحقائق التى  يواجهها عندما يسلك نفس الطريق فى العالم الواقعى، فهناك يتحدث من دون خجل، يقول ما يشعر به أو يتمناه، أمام مجموعة من الأسماء يمكنه اختيار ما يشاء منها من دون أية اعتبارات أخرى، مما لا يشكل أى عوائق نفسية متوقعة.

وأحيانا يجد بعض الذين مروا بتجارب غير ناجحة سلواهم بالانترنت ومواقع التعارف فيقضون الساعات في أحاديث تبعدهم عن الحقيقة والواقع.

كذلك تشير الدراسات الى إن ساعات الدردشة الطويلة على الانترنت تضيع الوقت وتعمل على فقد السيطرة، إضافة الى الاجهاد للعينين والظهر.

 

المساوئ

يتسم الحب الافتراضى بعدة سمات منها محاولة كل طرف التجمل وإدعاء المثالية، وإعتماد كل طرف على ما يقوله الآخر فقط، وكذلك أخذ الانطباع فى حب الآخر على طريقة كلامه وأفكاره فقط دون النظر الى المظهر أوطريقة التعامل في الواقع والحياة الإجتماعية، والبيئة، بالإضافة إلى إختلاف أفكاره وصفاته بين النظريات على الإنترنت والتطبيق العملي في الواقع .

فى المجتمعات العربية والشرقية تلجأ الفتاة أحيانا الى العالم الافتراضى نتيجة عدم تمكنها من الخروج وعمل صداقات حقيقية، أما الشباب فمعظمهم ممن يفتقد الفرصة فى إيجاد عمل، او هؤلاء الذين يعملون أو يدرسون خارج أوطانهم فيمضون اغلب أوقاتهم على الإنترنت كي لا يختلط مع الواقع.

 

النهايـــــــة

يؤكد خبراء الطب النفسي أن زوال السبب وراء إدمان غرف الشات والانترنت يؤدى فورا إلى نهاية قصة الحب الافتراضية.

كذلك فإن مرور الوقت ونسيان كل طرف ما أخبره للطرف الآخر في بداية تعارفهم، تعجل ببداية ظهور المشاكل واتضاح الصورة، وتظهر الاختلافات الواضحة في المبادئ والأفكار، كما إن البعد وعدم التعامل الواقعي وطول الفترة دون ظهور نهايات واضحة واقعية يعجلان أيضا من انهيار هذا الحب الالكتروني.

وهناك أسباب الكترونية أيضا تتسبب في هدم عش الحب الافتراضى، كأن يفقد احد الطرفين القدرة على الاتصال نتيجة قطع شبكة الانترنت أو بطئها، أو نسيان كلمة السر ورمز الدخول إلى الموقع، مما يجعل من الأسهل البحث عن حبيب آخر.

يؤكد خبراء الطب النفسى على ضرورة متابعة سلوك الأبناء أمام شاشات الكمبيوتر، وإن كان ذلك صعبا فى الآونة الاخيرة نتيجة تعدد برامج الشات المتاحة على الهواتف المحمولة والذكية، إلا أن فتح قنوات النقاش مع الأبناء من شأنه ان يحد أو يقنن السلوكيات التى ربما قد تكون خاطئة عبر العالم الافتراضى.