مقالات

تأملات .. حول المسألة الدولارية

بعيداً عن الآراء السياسية والتحليلات الاقتصادية للقرارات التي إتخذتها الحكومة خلال الأسبوع الماضي دعونا نفكر معاً ونراجع بعض المتعلقات بهذه الشئون من الوجهة التكنولوجية خاصتنا.
أولاً: من وجهة نظرى أرى أن توقيت تخفيض قيمة الجنيه مقابل الدولار كان له أثر ليس بالمحمود على القطاع، خاصة فى ظل بدء الترويج لخدمات وتقنيات الجيل الرابع، وما تبعه من بداية نشاط ملحوظ فى سوق الهواتف المحمولة، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع أسعار هذه الأجهزة ومستلزماتها.
ثانياً: لست خبيراً إقتصادياً، إلا أننى أعلم أن موعد سداد المستحقات الدولارية لتراخيص الجيل الرابع ممتد حتى الأسبوع الأخير من نوفمبر الجارى، وتبعاً لشروط الترخيص القاضية بدفع نصف القيمة بالدولار فبحسبة بسيطة نجد أن إنخفاض قيمة الجنيه بما يقارب 45% يخفض من عدد الدولارات المطلوبة، اللهم إلا لو كان ذلك قد أخذ فى الحسبان فى بنود الرخصة بحيث يكون السداد تبعاً لقيمة العملة وقت التوقيع وليس عند السداد..وهو أمر لم يسعنى التأكد منه.
ثالثاً: رأى يرى بأن شروط ترخيص الجيل الرابع قد أشترطت أن يتم دفع نصف القيمة “المقدرة بالجنيه” بالدولار، وعليه فإن حساب هذا النصف على إعتبار القيمة السابقة للدولار ( 8.78) وقت التوقيع يعطى عدداً أكبر من حسابها على القيمة الحالية (15.65).
الخبر السار أن رأياً يرى أنه قد تم الاتفاق بالفعل على توريد 1.1 مليار دولار، الأمر الذى يجعل عددها ثابت حتى مع إختلاف قيمتها..وأتمنى أن يكون ذلك ماحدث بالفعل
رابعاً: لو صدق حدسي فيما سبق فإن الأمور تتضح شيئاً فشيئاً، وتصبح المماطلة فى سداد المستحقات الدولارية مسببة لحين إجراء التخفيض الرسمي الذى تم للعملة، ويظهر ذلك أيضاً أن قطاعات الحكومة تعمل في جذر منعزلة تماماً عن بعضها، والقرارات تتخذ دون الرجوع إلى تأثيراتها على القطاعات الأخرى، أو بمعنى أكثر دقة كلٌ يعزف منفرداً.
خامساً: مازالت الكرة في الملعب التكنولوجي، ولا يزال التفاوض حول البوابات الدولية محل الدراسة، كما أن عوائدها ستكون دولارية بالكامل كما أكد المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من قبل، إلا أننى أشفق على هذا الرجل الذى يقدح زناد فكره ليلاً، ويكد نهاراً بحثاً عن زيادة الموارد والعوائد – خاصة من العملات الصعبة – ليدعم بها الخزانة العامة للدولة، متحدياً صعاب ومعوقات الروتين وكيد أعداء النجاح، داعماً بالحلول التكنولوجية لكل قطاعات الدولة في شتى المحافظات، فاتحاً الأبواب على مصاريعها أما الإستثمار الأجنبي ومشجعاً له، مسابقاً للزمن لتهيئة البنية والأجواء المناسبة لضخ رؤس الأموال الأجنبية فى السوق المصرية.
سادساً: أتمنى أن يعى باقى مسئولي القطاعات الحكومية الدروس المتوالية من قبل القيادة السياسية لدعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إيماناً بدوره الهام فى النهضة الشاملة، وآخرها الإعلان عن دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لمعرض ومؤتمر كايرو آى سى تى فى دورته الـ 20 للعام الثانى على التوالي.

error: Alert: Content is protected !!