[highlight bgcolor=”#0805bc” txtcolor=”#f6f922″]كتبت: شهد خالــد[/highlight]
بدأ السباق المحموم بين العديد من الشركات في العالم العربي لخوض الحرب التنافسية الرمضانية المعتادة، وبالنسبة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فالشركات العاملة به ستبدأ الرحلة المعهودة لتقديم الكم الأكبر من العروض – خاصة تلك المتعلقة بالرسائل القصيرة والمصورة – نظراً للإقبال الذي تشهده المناسبات الدينية في الوطن العربي على هذه الرسائل بعد أن أصبحت البديل الدبلوماسي لزيارات التهاني والمعايدات.
ورغم تشابه الأنماط الاستهلاكية في الكثير من الدول العربية خلال شهر رمضان، فإن الحملات الدعائية لشركات المحمول تختلف من بلد لآخر حسب الاهتمامات والطباع الاستهلاكية والقضايا الهامة بالبلد.
ففي دول الخليج مثلاً تركز الحملات الدعائية للمحمول على التواصل والترفيه، بينما في مصر تلعب على وتر استخدام المحمول للفوز بالمسابقات والمبالغ المالية الضخمة أو السيارات الفاخرة.
وتفيد إحصاءات شركات الهواتف المحمولة العاملة في الدول العربية أن شهر رمضان يعد أكثر الشهور التي تشهد إقبالا على استخدام الهاتف المحمول.
الحملات الإعلانية التي كانت تخطف الأضواء من مسلسلات رمضان في الأعوام السابقة أصبحت تثير جدلاً كبيراً، فقد تحولت من كونها وسيلة ترويجية تجذب المشاهد إلى السلعة إلى عوامل ربما تؤدى إلى هدم قيم الأسرة المصرية والتقاليد المجتمعية.
د. صفوت العالم أستاذ الإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة يرى أن بعض السلوكيات الغير مسئولة في بعض الإعلانات تشكل خطراً على الأسرة وعلى نفسية الأطفال وتهدم الصورة المثلى التي من الواجب أن ترتسم للأب في أذهان الأطفال، كما إنها تعمل على هدم نسق القيم لدى الشباب من خلال تدنى مستوى اللغة التي تستخدمها.
اعتبر العالم بعض الحملات الإعلانية استمراراً للسخرية من المفهوم العام لمعنى الرجولة الذي يتم حصره فقط في صفات شكلية مثل الشارب والصوت المرتفع، ويضيف: “تصبح هذه الإعلانات مجرد فاصل كوميدي يتابعه المشاهد، ولا ينتبه للمنتج الذي يروّج له”، ويستكمل: “الاستعانة بعدة نجوم أو مشاهير في الإعلان يمثل بذخاً إعلانياً لا طائل من ورائه”.
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، إلا أنه لايمكن إنكار أن الإعلانات في رمضان لها طابع خاص أكثر تميزاً من أي حملات إعلانية أخرى طوال العام نظراً لما يشهده شهر رمضان من إقبال على مشاهدة التليفزيون بشكل كبير.
والسؤال هنا: أيهم أكثر جدوى ونفعاً ..وإفادة للعائدات بالنسبة للمعلن..الإعلانات المقروءة على صفحات الجرائد، أم المرئية على شاشات التلفزيون ؟
ناقشت إحدى الباحثات في رسالتها التي تقدمت بها للحصول على درجة الدكتوراه “دور الحملات الإعلامية المقدمة بالقنوات الفضائية في توعية الشباب الجامعي بالقضايا المجتمعية”، وشملت رصد عدد الرسائل المقدمة بالحملات الإعلامية المقدمة بالقنوات الفضائية، ورصد أهم القضايا المجتمعية التي تناولتها الحملات الإعلامية المقدمة بالقنوات الفضائية، والتعرف على الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، والوقوف على لغة الخطاب المستخدم في هذه الحملات.
كما تناولت الرسالة التعرف على معدل مشاهدة الشباب للقنوات الفضائية، التعرف على معدل مشاهدة الشباب الجامعي للحملات الإعلامية المقدمة بالقنوات الفضائية، وأكثر الحملات مشاهدة.
أوضحت النتائج احتلال القضايا السياسية المرتبة الأولى بنسبة 83.3%، ثم الاجتماعية بنسبة 75.5%، الأخلاقية 65.8% ، البيئية 60.9% ، الأمنية بنسبة 60%، يليها الدينية بنسبة 52.1% ، ثم القضايا الاقتصادية في المرتبة الأخيرة بنسبة 49.7%.
وعلى الرغم من العلاقة شبه الوثيقة بين أضلاع المثلث الشهير الحملات الإعلانية والمناسبات الدينية وخاصة شهر رمضان والتلفزيون إلا أن الآراء التي تم رصدها من شأنها أن تهز هذه العلاقة بل وربما تعرضها للانهيار.
فكرى إسكندر رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الدعاية قال إن المستهدف من الإعلانات الوصول إلى القدر الأكبر من المواطنين أملاً في الحصول على عدد اكبر من العملاء في مرحلة قادمة، كما إن اختيار التوقيت للحملات الإعلانية عامل فى منتهى الأهمية.
ويضيف أن اللجوء إلى شاشات التليفزيون من وجهة نظره خلال شهر رمضان يعتبر أقل تأثيراً على العملاء نتيجة أسباب كثيرة منها الاهتمام بالنواحي الروحانية والدينية في هذا الشهر، وصرف الانتباه عن الإعلانات عن طريق تغيير القناة لحين الانتهاء منها نظراً لمتابعة عدة أعمال فنية في نفس التوقيت.
ويرى أن الاعتماد على الإعلانات المقروءة “والأوت دور” أكثر جذباً وفائدة خاصة في هذه المناسبة الدينية الروحانية من الفضائيات.
خالد عاطى صاحب إحدى الشركات الخاصة العاملة في مجال التجارة البحرية يقول إن الإعلانات الرمضانية على الفضائيات أصبحت تتنافس في الفكاهة والطرافة في الفترة الأخيرة، كما أن أغانيها يتفنن الأطفال في حفظها والشباب في ترديدها، ولكن الالتفات إلى محتوى الإعلان ذاته أو إلى السلعة المعلن عنها أصبح ضعيفاً للغاية نتيجة الاهتمامات السابق ذكرها.
ويضيف: “أسعار الإعلانات على الفضائيات التي تتزايد في هذه الفترة تجعلني أفكر أكثر من مرة في اللجوء إليها، لا أنكر أن التليفزيون يوصل الإعلان إلى الملايين من المشاهدين لكنهم لا يمثلون الشرائح المستهدفة للإعلان، كما إن المشاهدين لا يلتفتون إلى المراد من الإعلان بل إلى الموسيقى والأداء .. وأحياناً النجوم التي تؤديه.