خالد أبو المجد يكتب: الكتاتيب التكنولوجية ..!!
حجم المؤامرة كبير، وشياطين التآمر لا يعدمون الحيلة، ويستخدمون فى سبيل تحقيق أهدافهم الدنيئة كافة السبل العادية والتقنية، مستهدفين كافة أنواع العوالم .. الحقيقية..والإفتراضية.
هذا ما أثبتته بقوة طرح موقع التواصل الاجتماعى لتطبيق “المناطق الكارثية” ووضع قاهرة المعز به، عقب إنفجار عبوة ناسفة محلية الصنع بمحيط مسجد السلام بالهرم الجمعة الماضية، مخلفة أضراراً مادية لا تذكر، وأضرار بشرية – محدودة العدد – غالية القيمة من فلذات أكباد مصر، مساوياً بذلك بين القاهرة درة النيل، ومواطن الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين، والصناعية من مذابح جماعية وصراعات قبلية وبحور دماء.
إلى هذا الحد ينتهى دور الخائنون المتآمرون، ويبدأ بعدها دور الجهال والجهلاء، وتصديقا لقول سليمان الحكيم: “الجاهل عدو نفسه .. وصديق أعدائه”، للأسف شاهدت كثيرين هرولوا للتفاعل مع تطبيق للفيس بوك، وإعلانهم بكل فخر أنهم “آمنون” وبعيدون عن مناطق الانفجار “الكارثية” بالقاهرة، والمصيبة الأعظم أن من ضمن هؤلاء مثقفون ورواد فكر ومسئولون عن تشكيل الرأى العام المحلى ..وربما الإقليمى، على الرغم من درايتهم الكاملة بأن هذه الصفحات مرئية ومفتوحة للعالم، وأعداد أعدائنا والمتربصين بنا يفوق عددنا، كما أن أجهزة الدولة تبذل قصارى جهدها فى تحسين صورة ووضع مصر فى الخارج .. ليأتى هؤلاء ويهدموا بضغطة زر ما نبنيه فى سنوات.
الأمية التكنولوجية أشد خطراً بمراحل من أمية الكتابة والقراءة، وفى الوقت الذى تتسارع فيه خطى الحكومة عن طريق وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات – ذراع الحكومة التقنى – ووزيرها الشاب المهندس ياسر القاضي لتوطين التكنولوجيا بعدالة بربوع الجمهورية، والنيل من مكتسباتها فى مجالات خدمة المواطنين وتسهيل أعمالهم، وأمورهم، وبالتوازي العمل على إقرار أطر تنظيمية محددة ومقننة للتعاملات فى هذه المجالات.
وعملاً بالشطر الأول للمتنبى: “لكل داء دواء يستطاب به”، أعتقد أننا بداية الأمر بحاجة الى “كتاتيب” أو “فصول تقوية” للتعريف بمبادئ التعاطى والتعامل مع السبل والأدوات التكنولوجية للنهل من فوائدها بطريقة تضمن السلامة الشخصية والوطنية، والحذر والابتعاد عن مخاطرها ومساؤها..حماية من الشطر الثانى: “إلا الحماقة أعيت من يداويها”.