خالد أبو المجد يكتب: قريبـــاً .. خلال أيــــام
لم تكن جيدة أو صحية تلك الوعود والتسويفات التي مرت بها رحلة تكنولوجيات الجيل الرابع للهاتف المحمول في مصر ووضع الشبكة الرابعة منذ سنوات عدة، وأرى أن كثيراً من المسئولين أسقطتهم سوء إدارتهم لهذا الملف، وتلهفهم على عمل “شو إعلامى” للبقاء تحت الأضواء، على حساب إستثمارات قد تتأثر بتصريحاتهم، أو خطط وإستراتيجيات ربما تتغير بناء على الأوضاع المستحدثة.
والسؤال الذى تردد مئات المرات: متى نرى خدمات الجيل الرابع حقيقة واقعة؟ ، إلا أن السؤال الأوقع والأكثر أهمية: هل من المعقول أن يتم إتخاذ القرار بإتاحة الجيل الرابع وتراخيصه دون مخطط زمنى محسوب لخطوات تنفيذ هذا القرار لإتاحة الترددات اللازمة وبدء التشغيل التجريبى والفعلى؟
إحقاقاً للحق: خطوات وإنجازات المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ اليوم الأول لتوليه الوزارة وحتى الآن لا تخطئها العين، ولا ينكرها إلا جاحد، يكفيه أنه صاحب القرارات الجريئة التي حركت الركود فى التركة الشائكة التى ورثها خاصة فى سياق الرخصة الرابعة للمحمول وما صاحبها من “ألغام” كان من الممكن أن تنفجر فى أية لحظة مدمرة لإستثمارات كبيرة وعلاقات شراكة أكبر.
ولا ننسى أيضاً إنجازاته فى تنفيذ المشروعات الرئاسية الخاصة بالمدن الذكية بدقة عالية وسرعة ملحوظة، وتحدياته فى نشر العدالة التكنولوجية فى ربوع مصر، وسعيه الدؤوب لدعم الخزينة العامة بالعملة الصعبة ..والسهلة.
وعلى ذكر المدن الذكية، شعرت بالفخر عند سؤالى لدون كواك الرئيس التنفيذي لشركة ال جى مصر، حول إمكانية فتح سبل إستثمارت جديدة لشركته فى مصر، وزاد إعتزازى وأنا أعدد له الأماكن المتاحة لذلك من مدن ذكية فى بنى سويف واسيوط وبرج العرب والمعادى وغيرها.
ورغم كل ماسبق، إلا أن كلمتى “قريباً” لا تسمن من جوع .. و”خلال أيام” لا تسد رمقاً، وكلاهما يفتح أبواب “القيل والقال”، خاصة فى عصر الشائعات الرائجة يميناً ويساراً، وتعطى الفرصة السانحة لنشر أكاذيب نحن فى غنى عنها حول سوق الاتصالات، وإستثماراته، وشركاته، والقطاع، وقياداته، والحكومة بأسرها، ممن يظنون أنهم “عالمون ببواطن الأمور”، أو أنهم “على أيديهم توضع سياسات القطاع”.
ندرك تماماً ونثق أن الأمر على وشك التنفيذ، وأن قرارات القيادات مدروسة ومحسوبة جيداً من كافة الأوجه .. خاصة تلك التي تتعلق بالفائدة العائدة على الدولة، إلا أن هناك جيوشاً من “الخبراء” يتربصون، وينتظرون الزلات، والمطلوب الإعلان فقط عن مواعيد محددة للتنفيذ دون الحيد عنها، إحقاقاً للمصداقية، ودرءاً للشائعات، وتفويتاً لفرص التخمينات.