تسائلت الكاتبة خولة عقيل: هل ألغت التكنولوجيا علاقاتنا الاجتماعية، وتقول:أضحت التكنولوجيا اليوم الشغل الشاغل للأفراد على اختلاف فئاتهم العمرية، بل إن الأمر تجاوز هذا الحد بكثير حتى أصبحت التكنولوجيا هوساً لشريحة كبيرة من أفراد المجتمع لايستطيعون الاستغناء عنها لا في سفر ولا مرض ولا تحت أي ظرف مهما كان حجمه.
وأضافت: لايمكن أن يختلف اثنان إن لكل شئ مميزاته وسلبياته، بل لكل شئ في هذه الحياة آراء تتفق معه، وآخرى لا، والتكنولوجيا من أحد هذه الأِشياء، فبالرغم من عدد معجبيها الكبير إلا أن لها أعداء.
وتستكمل: “قرأتُ حادثة غريبة من نوعها في أحد الصحف حدثت في الصين، تدور حول والد يشتكي من كثرة جلوس ابنه على الانترنت في المقاهي، وكان الأب قد حذّر ابنه مراراً وتكراراً من هذه العادة بلا جدوى، فما كان من الأب في نهاية المطاف الا أن جرّ الابن من المقهى وجرّده من جميع ملابسه وظل يجرّه على مرآى من الناس في شوارع المدينة”.
فبالنسبة للكثيرين التكنولوجيا هي ذلك الشبح الذي يُطاردهم والذي يتمنون الهروب منه ولكن بلا جدوى، حيث تمثل التكنولوجيا بالنسبة لهم وبخاصة الهواتف النقاله كالآيفون والبلاك بري على سبيل المثال وسيلة إزعاج لامثيل لها، فهي الملازم الأول لهم والذي لايفارقهم.
وتؤكد: “نرى الشباب وهم الفئة العمرية الأكثر استخداماً وولعاً بالتكنولوجيا لايُفارق هاتفهم النقال يديهم، فتكثر عتابات الأهل حول هذا الموضوع فترى الأم توبّخ هذا وتصرخ على ذاك طالبة منهم أن يدعوا الهاتف النقال وشأنه ولو لبعض الوقت، وقد لايُدرك الكثير من الأهالي أن التكنولوجيا أًصبحت إدماناً لأبنائهم أكثر من وسيلة تؤدي غرض معيّن وخاصة مع اتساع نطاق الثروة التكنولوجية”.
وتشير: “في الجانب الآخر لايُدرك الأبناء أن التكنولوجيا أثّرت على علاقاتهم الاجتماعية بلا وعي منهم، حيث أنها على سبيل المثال قلّلت من مدة جلوسهم مع أهاليهم لانشغالهم الدائم بها، وحتى إن جلسوا معهم يكون جلوسهم جسداّ بلا روح، فتراهم يُحادثون أًصدقائهم حيناً ويكتبون تغريداتهم في التويتر حيناً آخر، ويتصفحون أحد المواقع أو يقرؤون ما وصلهم من رسائل إلكترونية”.
وأوضحت: “لذلك فإننا نرى البرود وقلة الترابط الأسري قد تسلل بوضوح الى أسرنا العربية، فقل جلوس الأبناء مع أهاليهم، وكثر انشغالهم بتكنولوجيا باتت هي المسيطرة عليهم لاهم المسيطرون عليها، ومن جانب آخر فإن التكنولوجيا حرمت الكثيرين من تلك الحميمية والود المتبادل في الكثير من المناسبات الاجتماعية، وأظن الأمر واضحاً اليوم حيث كل التهاني فى الأعياد تترجم الى كلمات تصل عبر شاشة الهاتف النقال، وليس كالسابق عندما كان يحرص الناس على تبادل التهاني بالصوت (الاتصالات الهاتفية)، أو بالزيارات، فقد أَضحت مناسباتنا خالية من تلك المشاعر ومن الكلمات العفوية الجياشه التي تخرج من أفواهنا في مكالماتنا الهاتفية في جميع المناسبات”.