يجب أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي هو أداة ولن يحل مكان الإنسان..ففي الماضي، عندما استُبدل الإنسان بالثور في الزراعة، اعتقد الناس أن الثور سيسيطر على العالم ويحل محل الإنسان تمامًا، ومع ذلك، ثبت أن الثور لا يزال مجرد أداة ومحرك، واستُبدل بالمحرك الميكانيكي الذي ابتكره الإنسان.
بنفس الطريقة، يتطور الذكاء الاصطناعي بسرعة وتفوق بالفعل في بعض المجالات مثل الشطرنج وترجمة اللغات، ولكنه ما زال أداة ولا يمكنه أن يصبح أذكى من الإنسان، هذه القدرات هي قوة حسابية، ليست ذكاءً.
يجب أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي والذكاء الإنساني مختلفان جوهريًا، الذكاء الإنساني هو ظاهرة معقدة وشاملة تشمل القدرات المعرفية فحسب، بل أيضًا الجوانب العاطفية والاجتماعية والأخلاقية. وعلى الجانب الآخر، يتم تصميم الذكاء الاصطناعي لأداء مهام محددة وحل المشكلات بناءً على خوارزميات مبرمجة والبيانات.
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قادر على معالجة كميات كبيرة من البيانات وكشف الأنماط المعقدة، إلا أنه يفتقر إلى الإبداع والحدس والتعاطف والتفكير الأخلاقي التي تتمتع بها الإنسان، يتميز الذكاء الإنساني بالقدرة على التعلم المستمر والتكيف مع الظروف الجديدة وتطوير المعرفة والمهارات الجديدة، بينما الذكاء الاصطناعي غير قادر على التكيف.
لذا، فإنه من غير الوارد أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء الإنساني بالكامل أو يقلد جميع جوانبه..ولكن يجب الا نغفل انه يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير التكنولوجيا والابتكارات الجديدة، من خلال الاستفادة من القدرات الحسابية الهائلة للذكاء الاصطناعي، يمكن تطوير تطبيقات وأنظمة جديدة تسهم في تسريع التقدم العلمي والتكنولوجي.
ومن الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم أيضًا في حل بعض التحديات الكبرى التي تواجه البشرية، مثل تغير المناخ والأزمات الصحية، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة لفهم التغيرات المناخية وتطوير حلول فعالة، وكذلك في توفير الدعم والتوجيه في مجال الرعاية الصحية واكتشاف الأدوية الجديدة.
بصفة عامة، يمكننا أن نرى الذكاء الاصطناعي كشريك محتمل للإنسان، حيث يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعاونا سويًا لتحقيق نتائج أفضل وتعزيز التقدم البشري، ويمكن استغلال القدرات المتممة بين الذكاء الاصطناعي والذكاء الإنساني لتحقيق تطورات إيجابية في مختلف المجالات، مع الحفاظ على الأخلاق والقيم الإنسانية في هذا التعاون.
[box type=”info” ]كاتب هذا المقال هو المهندس أحمد الليثى، خبير تكنولوجيا المعلومات بوزارة العدل المصرية، ومستشار تكنولوجيا المعلومات، والمؤسس لدى شركة Smart Universities – الجامعات الذكية.[/box]
[facebook][tweet][pinterest][follow id=”ictmisrcom” ]
