استعدادًا لتقديم خدمة الجيل الخامس.. أورنج مصر تضيء أبراجها في كل مكان للحدث التاريخي

في خطوة محورية نحو مستقبل الاتصالات في مصر، أعلنت شركة أورنج مصر عن استكمال استعداداتها لإطلاق خدمات الجيل الخامس (5G)، في واحدة من أبرز المحطات الفارقة في مسيرة تطور الشبكات داخل البلاد.

وقد بدأت الشركة بالفعل في إضاءة أبراجها المنتشرة في جميع المحافظات استعدادًا لهذا الحدث التقني التاريخي، الذي يُنتظر أن يعيد تشكيل معادلة السرعة والتواصل ويدفع عجلة التحول الرقمي الوطني إلى الأمام.

نقلة نوعية في عالم الاتصالات

تُعد تقنية الجيل الخامس نقطة تحول في البنية التحتية للاتصالات، حيث تقدم سرعات فائقة تفوق الجيل الرابع بأضعاف، وزمن استجابة منخفض للغاية، ما يجعلها مثالية لتطبيقات الواقع المعزز، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والحوسبة السحابية، وغيرها من الابتكارات.

ووفقًا لتصريحات مسؤولي أورنج، فإن الشركة تستهدف من خلال هذه الخطوة أن تكون في مقدمة الشركات المقدمة لتقنية 5G في السوق المصري، مستفيدة من شبكتها الحديثة والموسعة التي شهدت على مدار السنوات الماضية استثمارات ضخمة لتطوير بنيتها التحتية وتعزيز قدراتها التكنولوجية.

إضاءة الأبراج.. بداية مرحلة جديدة

عملية “إضاءة الأبراج” ليست مجرّد عمل فني، بل هي علامة رمزية وإجرائية تدل على الجاهزية الكاملة للشبكة لاستقبال خدمات الجيل الخامس.

وتشمل هذه الخطوة تهيئة المواقع الهندسية، وتحديث البرمجيات، وضبط الإعدادات الفنية لتكون متوافقة مع معايير 5G، بالإضافة إلى تشغيل وحدات الراديو الجديدة ذات الترددات العالية والمخصصة للجيل الخامس.

وقد قامت أورنج مصر بنشر معدات الجيل الخامس في مواقع استراتيجية في القاهرة الكبرى، والإسكندرية، وعدد من المحافظات الأخرى، ما يمهد لإطلاق تدريجي للخدمة حسب ترخيص التشغيل المنتظر من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات (NTRA).

استثمار في المستقبل

منذ دخولها السوق المصري، التزمت أورنج باستراتيجية واضحة للاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية، وقد بلغت استثماراتها في تطوير الشبكات خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 8 مليارات جنيه مصري، وفقًا لبيانات رسمية.

وقال يان جيلبر، الرئيس التنفيذي لشركة أورنج مصر، في تصريحات سابقة:

“نحن نستثمر اليوم من أجل مستقبل أكثر اتصالًا. الجيل الخامس سيحدث ثورة ليس فقط في خدمات الاتصالات، بل في الاقتصاد الرقمي ككل، ونحن نضع مصر في طليعة الدول المستعدة لهذا التحول.”

التكامل مع رؤية مصر الرقمية

يتكامل استعداد أورنج لتقديم الجيل الخامس مع رؤية مصر الرقمية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات، وتحفيز الاقتصاد المبني على المعرفة، وتمكين المواطنين والمؤسسات من الوصول إلى خدمات سريعة وآمنة.

وبحسب محللين، فإن دخول الجيل الخامس إلى السوق المصري من بوابة أورنج سيمثل دفعة كبيرة للقطاع الصناعي، واللوجستي، والرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات المالية، خاصة في ظل تنامي الاعتماد على الحلول الذكية.

شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية

وفي إطار التحضير الفني، عقدت أورنج مصر شراكات استراتيجية مع شركات عالمية مثل نوكيا، وإريكسون، وهواوي، بهدف تأمين أعلى مستويات الجودة في تصميم الشبكة، وضمان الأداء الأمثل لتقنيات الجيل الخامس.

وتُشير التقديرات إلى أن أورنج ستبدأ بتقديم الخدمة بشكل محدود تجريبي في عدد من المناطق الحيوية، مثل الجامعات والمناطق التكنولوجية والمراكز التجارية، قبل أن تتوسع تدريجيًا لتغطية نطاقات أوسع من الجمهور.

خدمة تلبي طموحات المستخدم المصري

مع النمو الكبير في استخدام البيانات، والتزايد المضطرد في عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، تأتي خدمات الجيل الخامس لتلبي طموحات المستخدم المصري في الحصول على خدمة أسرع وأكثر كفاءة واستقرارًا.

ويتوقع أن تسهم هذه الخدمة في تعزيز تجربة المستخدم بشكل ملحوظ في مجالات الترفيه، والألعاب الإلكترونية، والبث المباشر، وخدمات الواقع الافتراضي.

الجيل الخامس ودعم الابتكار المحلي

من المأمول أن تسهم تقنية 5G أيضًا في تحفيز بيئة الابتكار في مصر، من خلال دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة، عبر توفير شبكة موثوقة وفعالة لتجربة حلولهم وتطوير نماذج أعمال جديدة.

وتعمل أورنج بالتوازي مع خططها التقنية على دعم هذه البيئة من خلال مراكز أورنج الرقمية Orange Digital Centers المنتشرة في عدة محافظات، والتي توفر التدريب والتمكين للمبرمجين والمبتكرين الشباب.

لحظة مفصلية في مسيرة الاتصالات

لا شك أن إعلان أورنج مصر عن جاهزيتها لتقديم الجيل الخامس يشكل لحظة فارقة في مسيرة الاتصالات داخل البلاد، ويعكس رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى مواكبة التطورات العالمية، وتعزيز مكانة مصر على خارطة الاقتصاد الرقمي.

ومع اقتراب ساعة الصفر لإطلاق هذه الخدمة، يترقب السوق المحلي هذا التطور بآمال كبيرة، لما له من انعكاسات اقتصادية واجتماعية وتقنية هائلة ستعيد تشكيل مستقبل الاتصال والعمل والمعرفة في مصر.