الأكواد المختصرة: سلاح ذو حدين في عالم الاتصالات
مع توسع استخدام الهواتف الذكية وتكاملها مع الخدمات الرقمية، أصبحت الأكواد المختصرة (USSD Codes) وسيلة شائعة لتنفيذ العمليات اليومية مثل شحن الرصيد، إدارة المحافظ الإلكترونية، أو التحقق من الخدمات. إلا أن هذا الاعتماد المتزايد فتح الباب أمام التهديدات الإلكترونية التي تستغل هذه الأكواد لتحقيق أهداف خبيثة.
من شائعة كود #62#* إلى ثغرات حقيقية في أمن المستخدم
مؤخرًا، انتشرت شائعة تفيد بأن كود #62#* يكشف عن تحويل المكالمات دون علم المستخدم، مما أثار موجة من القلق والفضول. إلا أن خبراء الأمن السيبراني يحذرون من التفاعل العشوائي مع هذه الأكواد، لأن بعضها يُستخدم لأغراض تجسسية أو احتيالية.
كيف يستغل المحتالون الأكواد المختصرة؟
تعتمد عمليات الاحتيال الرقمي على إرسال رسائل نصية أو إنشاء تطبيقات مزيفة تطلب من المستخدم إدخال أكواد محددة. بمجرد تنفيذ الأمر، قد يتم:
*سحب الأموال من المحافظ الإلكترونية.
*تفعيل برمجيات خبيثة دون علم المستخدم.
*إعادة توجيه المكالمات والرسائل.
*الوصول إلى الصور والبيانات الخاصة.
*اختراق الحسابات البنكية والتطبيقات الحساسة.
ثغرات أمنية تهدد الخصوصية: آراء الخبراء
الدكتور كريم الشناوي – خبير أمن المعلومات:
> “الأكواد المختصرة تمثل نقطة ضعف خطيرة عند استخدامها من مصادر غير موثوقة، ويُستغل جهل المستخدمين بها، خصوصًا في الأسواق التي تفتقر إلى ثقافة الوعي الرقمي.”
المهندس محمود سالم – استشاري أمن الشبكات:
> “بعض القراصنة يُدرجون أكواد ضارة ضمن ملفات QR وروابط خادعة، مما يتيح لهم التحكم في الهاتف عن بُعد.”
د. نجلاء حمدي – أستاذة الأمن السيبراني:
> “أخطر ما في الأمر أن المستخدم لا يعي أن بعض الأكواد تُعيد تهيئة إعدادات الجهاز وتسمح بالتجسس أو التحكم عن بعد.”
م. شريف عبد الحميد – خبير تقنيات المحمول:
> “تشابه بعض الأكواد الرسمية مع المزيفة يُسهّل من عملية الخداع، وهناك تداخل كبير في عمل الأكواد بين أنظمة التشغيل المختلفة.”
أبرز أساليب الخداع باستخدام الأكواد
*إرسال رسائل تدّعي الفوز بجوائز أو استرداد أموال.
*إنشاء مواقع مزيفة تحاكي صفحات الاتصالات الرسمية.
*استغلال ضعف التحقق الثنائي لاختراق الحسابات.
نصائح لحماية الهاتف من الأكواد الخبيثة
١-لا تستخدم أي كود لم يصدر من الجهة الرسمية (شركة الاتصالات أو البنك).
٢-فعل كلمة مرور قوية لمحفظتك الإلكترونية.
٣-حدّث نظام التشغيل والتطبيقات بانتظام.
٤-تفعيل التحقق الثنائي للحسابات الحساسة.
٥-راقب سجل المكالمات والرسائل لأي نشاط غير مألوف.
٦-لا تحمّل التطبيقات من خارج المتاجر الرسمية.
كيف تواجه الجهات المختصة هذه التهديدات؟
رغم الجهود المبذولة، لا تزال شركات الاتصالات تواجه تحديات في رصد الأكواد المشبوهة. بعض الدول بدأت بوضع قوائم سوداء للأكواد الخطرة، في حين اتجهت بعض البنوك إلى منع تنفيذ العمليات المالية باستخدام الأكواد المختصرة، والاعتماد كليًا على التطبيقات الرسمية.
الوعي الرقمي: خط الدفاع الأول ضد الاحتيال
في النهاية، تبقى ثقافة المستخدم ووعيه بخطورة هذه الأكواد هي الوسيلة الأهم للوقاية. فإدخال كود دون معرفة مصدره قد يكون كافيًا لاختراق هاتفه، أو حتى سرقة أمواله وخصوصياته.
