أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في كلمته التي ألقاها نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال فعاليات مؤتمر ومعرض CAISEC’25، أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد تخصص تقني، بل تحوّل إلى قضية سيادية وتنموية تمس جميع مناحي الحياة، وتتطلب وعياً مجتمعياً وتعاوناً إقليمياً مشتركاً لمواجهة المخاطر المتصاعدة في الفضاء الرقمي.
ورحب الوزير بالضيوف من الوزراء والسفراء وممثلي الدول العربية، مشيداً بعرض أسامة كمال، رئيس شركة ميركوري كوميونيكيشنز، الذي استعرض خلاله نماذج لهجمات سيبرانية طالت دولاً ذات بنية تحتية رقمية متقدمة، وأدت إلى شلل في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية، مما يبرهن على خطورة التهديدات السيبرانية المتزايدة.
تهديدات الحوسبة الكمية..ومستقبل الدفاع السيبراني
وأشار الدكتور طلعت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات نوعية في حجم وتعقيد التهديدات الرقمية، لا سيما مع اقتراب تطبيق تقنيات الحوسبة الكمية التي تمتلك قدرات خارقة في كسر الشيفرات الأمنية التقليدية، مما يتطلب تطوير دفاعات سيبرانية “آمنة كمياً” تواكب هذا التطور الخطير.
وأكد الوزير أن الاعتماد المتزايد على البيانات، التي تُعد الآن من أهم ثروات الدول، يرافقه تحديات مظلمة تتطلب أعلى درجات الحذر والتأهب، خصوصاً مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتزايد الاعتماد عليها في القطاعات الحيوية.
استراتيجية وطنية متكاملة لحماية الأمن السيبراني في مصر
استعرض الدكتور عمرو طلعت ملامح الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني التي ينفذها المجلس الأعلى للأمن السيبراني في مصر، مشيراً إلى أنها ترتكز على خمسة محاور رئيسية:
-
تعزيز الثقافة المجتمعية السيبرانية لرفع وعي المواطنين بمخاطر الفضاء الرقمي.
-
تطوير الإطار التشريعي لحماية البيانات وتعزيز الخصوصية.
-
تقوية الدفاعات السيبرانية من خلال بناء مراكز متخصصة والاستجابة السريعة للحوادث.
-
الاستثمار في الكوادر البشرية باعتبار العنصر البشري هو محور الحماية الحقيقي.
-
تفعيل التعاون العربي والدولي لتشكيل جبهة مشتركة ضد الهجمات العابرة للحدود.
فجوة عالمية في الكفاءات البشرية المتخصصة
نوّه وزير الاتصالات إلى وجود عجز عالمي يُقدَّر بـ 3.5 مليون متخصص في مجال الأمن السيبراني، محذراً من أن البنية التحتية الرقمية – مهما بلغت من تطور – تظل عرضة للخطر ما لم تُحمَ بكفاءات بشرية مدرّبة ومؤهلة.
وأشار إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر تنفذ منظومة وطنية متكاملة لبناء القدرات تشمل طلاب المدارس والجامعات والخريجين والعاملين بكافة القطاعات، من أجل تأسيس قاعدة صلبة من الكوادر المتخصصة القادرة على مواجهة التحديات الرقمية المستقبلية.
الأمن السيبراني..مسؤولية وطنية ومجتمعية
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن الأمن السيبراني أصبح مسؤولية جماعية تتطلب تضافر مؤسسات الدولة والمجتمع، مؤكداً أن تعمق مسيرة التحول الرقمي في مصر يوازيه تصاعد الحاجة إلى رؤى جديدة ومبتكرة في مجال الحماية الرقمية.
كما وجه الشكر للقائمين على تنظيم مؤتمر CAISEC’25، مشدداً على أهمية استثمار هذا الحدث لتعزيز التعاون العربي في الأمن السيبراني، مرحّباً بالضيوف العرب الذين يساهم حضورهم في ترسيخ منصة فاعلة لمواجهة التحديات الرقمية التي لا تعرف حدوداً.
