كان التوظيف في قطاعات البترول أو الكهرباء حتى بداية الألفية الثالثة حلماً يراود كل شاب وفتاة، ومنذ ظهور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبداية عمل شركات المحمول في مصر تحول الانتباه إلى هذا القطاع بصورة كبيرة، وفقد قطاعي البترول والكهرباء زهوتهم ورونقهم بدرجة كبيرة.
أصحاب النوايا السيئة والفاسدون لم يفتهم استغلال الموقف، خاصة مع تزايد صعوبة الحصول على وظيفة مستديمة فى أى من الحكومة أو القطاع العام أو قطاع الأعمال، مما دفع هؤلاء الفاسدين الى الاتجار بأحلام الشباب فى فرصة العمل.
[box type=”shadow” ]”النصابون يستغلون حاجة الشباب للعمل ويلوحون لهم بالمرتبات المجزية”[/box]
حكايات وروايات تدمى القلوب يقصها شباب كل خطأهم أنهم تعلقوا بأمل بثه فيهم فاسدون قساة، وبالطبع خطأ آخر إرتكبوه وهو أن لهفتهم فى سبيل الحصول على وظيفة جعلتهم يسلكون طرقاً غير صحيحة أو قانونية ضاربين بالنصائح عرض الحائط..ولكن ألا يوجد فى نصوص القانون مايقطع دابر هؤلاء النصابون.
إحدى شركات الاتصالات قامت مؤخراً بوضع تنبيه على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” من وهم الحصول على فرص للعمل بها، وذلك نتيجة لجوء الكثيريين لإدعاء قدرتهم على توفير فرص للعمل بهذه الشركة.
وتصادف مرور الشركة بحالة من النمو تمهيداً لإتساع رقعة عملها بالسوق المصرية أن يتيح لهؤلاء اللعب بمشاعر حديثى التخرج وراغبى اللحاق بـ “تراب الميرى”.
وبالطبع يلعب هوس العمل بشركات المحمول الدور الاكبر بالكثير من الشباب، وبالتالى يعطى الفرصة السانحة للنصابين لإستغلال هذه الرغبة الجامحة فى العمل المرموق والثراء السريع.
يروى أحد حديثي التخرج إحدى سبل النصب، حيث تقوم جريدة بنشر إعلان على صفحاتها أسبوعياً كل جمعة تطلب فيه كافة المؤهلات خاصة خريجى كليات التجارة -الأكثر عدداً- وفى العنوان المذكور بالإعلان بشارع ثروت بوسط البلد يتم ملء إستمارة بيانات قيمتها 5 جنيهات..وبعدها: “هنبقى نتصل بيك”، والغريب أن هذا الإعلان يتم نشره بإنتظام دون توقف فى هذه الجريدة منذ 2007 وحتى الآن..!!
آخر يشكو من أن شركة تسمى نفسها بإسم قريب من إسم أخرى تعمل في مجال خدمات الانترنت تستقطب شباب الجامعات، وتستغل ضعف خبراتهم العملية وقلة تعاملهم مع آليات التسويق والبيزنس.
تقوم هذه الشركة “التى ليس لها سجل تجارى أو فرع بالقاهرة حتى الآن” حسب وصفه بالترويج لوهم طرح فكرة توفير 50% من قيمة إعلانات المنتج بالنسبة للشركات المعلنة عن طريق التسويق الشبكى أو الهرمى، وتدعى هذه الشركة أن مؤسسات هارفارد وبيل جيتس تتعامل معهم وتطبق طريقتهم.
المشتركين في هذه الشبكة لا يعلمون بدقة بالضبط شخصية أو طبيعة من اشترك بعدهم فى الهرم، وهنا مكمن الخطر، حيث أنه من الممكن أن يتم استخدام هذه الطريقة لتمويل عمليات مشبوهة -تجسس أو عمليات إرهابية- أو أن تكون مصيدة لاختيار شباب يمرون بظروف مالية صعبة مما يسهل تجنيدهم تحت غطاء هذه الشركة.
شاب آخر حاصل على ماجيستير فى إدارة الأعمال يرى أن الخطر يكمن فى مايسمى بشركات “الهايب”، والتى تمثل اختصاراً لـ High-yield investment program اي برنامج استثماري ذو عائد عالي وهي شركات استثمارية عبر الانترنت ذات ارباح كبيرة، ويقوم الاشخاص فيها بالاستثمار في الشركة بحد أدنى 10 دولارات، وتتضاعف اموالهم دون اي جهد، ويعد بنك ليبرتي ريسيرف هو اشهر البنوك الالكترونية التي تدعمها ال HYIPS.
والنصب هنا يكون عن طريق عدم تحويل المبلغ إلى حسابك البنكي عن طريق البنك الالكتروني، بل يتم تحويلك إلى رابط آخر وبالتالي لا يضاف في حسابك أي شيء ويذهب ما تم إضافته إلى حساب آخر.
ويضيف أن أسلوب التربح بالتسويق المباشر عن طريق الانترنت يعتبر أحد أهم أساليب النصب بإستخدام وسائل التكنولوجيا، وكذلك عروض محاضرات دراسة التسوق بمقابل مادى، وعروض المواقع المجانية والجوائز، وقد يصل الامر الى حوافز وهمية بآلاف الدولارات.
هذه الوعود الخلابة تملأ فضاء الانترنت في مصر لاعلانات بصيغ متشابهة، تداعب احلام الشباب، وتحرك غرائزهم نحو تحقيق الثروة والوظيفة بأقل تكلفة وأسرع وقت وأقل جهد، في البداية يدفع الضحية مبلغا من المال، وفي المقابل يحصل علي الدورات والوعود السابقة، ويتحول الي مروج لتلك العروض والخدمات نفسها مقابل نسبة عن كل عميل جديد.
وفي حين يقول الذين خاضوا التجربة إنهم تعرضوا لنصب واضح يؤكد اصحاب تلك الشركات ان التسويق الشبكي افضل فرصة لتغيير مسار حياة الانسان وانه بعيد عن اي شبهة، لكن الخبراء والمتخصصين يرفضون ذلك، ويشبهون ما يحدث بـ “تلبيس الطواقي” محذرين بان الاغلاق هو مصير اي شركة تلجأ اليه، وان الطريق مسدود امام كل من يتأثر بوعودها.
[tweet][follow id=”@ICTMISRCOM” ]