كتبت: شهد خالد
منذ فترة ليست بالبعيدة أعلنت الشركة المشغلة لتطبيق المراسلة عبر الهواتف المحمولة “واتس أب” – والمملوكة لموقع فيسبوك – أنها قررت “تشفير” كافة خدمات التطبيق من رسائل الدردشة والصور والفيديو والمكالمات الصوتية.
وأضافت أن تشفير تطبيقها يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه النقاشات المتعلقة بالخصوصية والحماية، وقالت الشركة أنه بدءً من هذا الإعلان فإن كافة الخدمات التى يتم تبادلها عبر التطبيق ستكون مشفرة، وأنها أو أي جهة أخرى لا تملك القدرة على قراءة هذه الرسائل أو تلك المخزنة، مما يعنى أنها محمية من قراصنة الإنترنت أو الحكومات والأنظمة القمعية، على حد تصريحات الشركة.
وتدعم الميزة الجديدة أكثر من 50 لغة، بما فيها اللغة العربية، وقد بدأت شركة “فيس بوك” توفير هذه الميزة للمستخدمين، ومن المتوقع أن تصل لباقي المستخدمين في وقت قريب.
من جانبهم اختلفت ردود الأفعال لدى المستخدمين، ورحب بعضهم بالخدمة الجديدة، وأكد كل من محمد أحمد وحميد الإسكندرانى وأيمن النونى أن هذا التشفير يعطى مزيد من الراحة والثقة للمستخدم، وتمثل خطوة هامة وكبيرة نحو الخصوصية خاصة مع تداول الأخبار التى تفيد أن “واتس أب” موقع صهيوني مخصص للتجسس.
على جانب الفريق الآخر قال زياد: “لا يوجد تشفير تام فى أى اتصال اليكتروني، ومن يدعى ذلك إما أحمق..أو مندوب مبيعات ناجح، واسألوا وكالة الأمن القومي الأمريكية..وقال أحمد: “كيف نستطيع أن نتأكد أن الرسائل مشفرة فعلاً ؟”.
ويقول معين علي: “فى البداية كانوا يتجسسون على المستخدمين، ويعد إعلانهم هذا إعترافاً”.
محمد أبوعلي يقول: “هذا الكلام سمعناه من “تليجرام” من قبل، وفجأة بقدرة قادر وبطلب من الكرملين تم كشف مجموعات مراسلة لداعش وشبكات أخري”.
وفي الوقت الذي رحب فيه المستخدمون بالميزة الجديدة وما تحمله من مزايا تحميهم من المخترقين والمتطفلين وتمنع إمكانية الوصول إلى بيانات التطبيق، أعرب خبراء الأمن والحماية عن مخاوفهم من تنفيذ وتطبيق الإعلان الجديد لـ “واتساب”، خاصة وأن فريق عمل “واتس أب” أيضا لن يكون قادرا على الوصول إلى هذه الملفات والاطلاع عليها بوجود الميزة الجديدة، مما يعني أنه لن يكون قادرا على تزويد أي جهة تطلب معلومات عنها، وهذه الخطوة تتعارض مع التشريعات والأنظمة، وتعطى ضوءاً أخضر فى حال تنفيذها للإتصالات والتواصل بين العناصر الإرهابية.
جدير بالذكر أن “واتس أب” يُعتبر أوسع تطبيقات الدردشة استخدامًا بأكثر من مليار مُستخدم كما أعلنت الشركة مؤخرًا، كما أن تطبيق “تليجرام” المنافس لـ “واتساب” يتضمن ميزة التشفير من منذ مدة طويلة، لكن مع ذلك فإن شعبيته وعدد مستخدميه أقل بكثير مقارنة مع واتساب.
جدير بالذكر أنه فى العام 2014 كشف تقرير صادر عن شركة “مكافي” المتخصصة في تقنيات حماية وأمن المعلومات، عن نجاح قراصنة الإنترنت في اختراق برنامج “واتساب”، والتنصت على المحادثات، ونشر الصور دون إذن المستخدمين.
وتم هذا الاختراق عبر تطوير برنامج ضمن نظام التشغيل “أندرويد” يخفي نفسه على شكل تطبيق لعبة تدعى “فقع البالونات”، وإرسال البيانات المخترقة بشكل سري إلى خوادم محددة لفك تشفيرها ومن ثم نشرها على الملأ، لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
وكشفت أبرز نتائج التقرير عن زيادة بنسبة 167% في البرمجيات الخبيثة الموجهة للهواتف الذكية بين عامي 2013 و 2014، وتسجيل زيادة قياسية خلال ثلاثة أشهر في عناوين المواقع الإلكترونية المشبوهة بأكثر من 18 مليون عنوان، مع توزع حوالي 19.7% من الخوادم المستضيفة لهذه العناوين في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وقال المدير الإقليمي لـ “مكافي” وقتها أنه على الرغم من حل مشكلة القرصنة للمحادثات والصور الخاصة بمستخدمي تطبيق “واتس أب”، إلا أن هذه الحادثة تؤكد مواصلة المهاجمين لتطوير أساليب هجمات جديدة والبحث عن نقاط الضعف في تطبيقات الهواتف الذكية لاختراقها، مستغلين ثقة المستخدمين في التطبيقات المعروفة.
وأكد أنه يتوجب على المستخدمين لتطبيقات أنظمة “أندرويد” أن يكونوا أكثر وعياً حيال الموافقات التي يمنحونها لهذه التطبيقات للحفاظ على بياناتهم الشخصية من السرقة.