
لطالما كانت الألوان هي الهمس الصامت للعلامات التجارية، و&e (المعروفة سابقاً باسم اتصالات) تقدم لنا مؤخراً درساً بصرياً في فن التحول.
فبينما اعتاد الجمهور العربي لسنوات على رؤية الشعار الأخضر الدافئ، الذي ارتبط بـ “اتصالات” منذ عام 2007 كرمز للنمو والارتباط، ها هي الشركة اليوم تُقدِم على انعطافة حادة لا في الخدمات فحسب، بل في صميم هويتها البصرية: اللون الأحمر.
إنها ليست مجرد عملية تجديد (Refresh) تقليدية، بل هي عملية إعادة بناء تتخذ من “الأحمر” شعاراً لمرحلة جديدة، عنوانها “الدنيا فيها أكتر”.
السر في التدرج الصغير
يظهر في الشعار الجديد خلفية حمراء جريئة، تتوسطها الهوية الجديدة e&، لكن الملاحظة الأهم تكمن في ذلك “الخط” البسيط الذي يزين أسفل الشعار، إنه خط متدرج يضم الأخضر والأحمر معاً، في مشهد لا يتجاوز البوصات، لكنه يحمل ثِقل تاريخ كامل ورؤية مستقبلية.
هذا التدرج ليس مجرد لمسة جمالية، بل هو “حكاية خط” تختصر سردية الانتقال:
الأخضر الباقي: يُمثل الجسر الموصول بـ الماضي العريق، وهو ذكرى الهوية السابقة لـ “اتصالات” التي بنت قاعدة الشركة.
الأحمر السائد: يُعلن عن التحول الجريء، والتوجه نحو آفاق أوسع، متجاوزة كونها مجرد شركة اتصالات إلى مجموعة تكنولوجية عالمية.
هذا المزيج، أو هذا الخط المزدوج، يخلق جسراً بصرياً هادئاً، يوصل الماضي بالمستقبل دون ضجيج، مؤكداً أن التطور الحقيقي لا يعني مسح التاريخ، بل استخدامه كنقطة انطلاق للمرحلة القادمة.
فـ e& لم تستبدل لوناً بآخر بشكل مفاجئ، بل قدمت رحلة تدرج ذكية، تؤكد للمتابعين أن “الدنيا فيها أكتر” من مجرد تغيير ألوان.
يقول شريف محسن، خبير تصميم العلامة التجارية: “كُمصمم علامة تجارية، لاحظت مؤخراً وجود مسار تدرج من الأخضر إلى الأحمر يظهر في بعض مرئيات e&D، رغم أن اللون الأخضر لم يعد جزءاً من لوحتها”.
ويضيف: “هذه التفاصيل الصغيرة تحمل قصة أكبر بكثير..يعكس اللون الأخضر ذكرى هوية الاتصال السابقة. بينما يعبر الأحمر عن التحول الجريء، نحو الاتجاه الجديد لـ e&، معاً، يخلقان جسراً بصرياً هادئاً بين الماضي والمستقبل’.
ويوضح: “إنه أكثر من مجرد تدرج.. إنها إشارة ذكية وصامتة تنقل التطور دون كلمة واحدة”.







