المتابع لأعمال قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري خلال الآونة الأخيرة يلحظ نشاطاً غير مسبوق، يتزامن مع حركة إيجابية متزايدة من قطاعات حكومية كثيرة أخرى.
فعلى سبيل المثال يشهد القطاع السياحى قفزة فى الآداء للمرة الأولى فى تاريخه، حيث تتزايد معدلات الوفود السياحية لتحقق 47.5% زيادة عن العام السابق، فى الوقت الذي يؤكد فيه الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء تراجع عجــز الميـزان التجــاري إلى 2.79 بليون دولار؛ بنسبة تصل إلى 30%.
وفيما يخص القطاع التكنولوجى شهد شهر أكتوبر المنصرم عدة فعاليات، لعل أكبرها هو إفتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى للمؤتمر العالمى للاتصالات الراديوية، والذى يعقد للمرة الأولى خارج الدولة المقر للاتحاد “سويسرا”، وللمرة الأولى بمصر بمدينة السلام “شرم الشيخ”..وفى نجاح من نوع آخر يترأس المؤتمر الدكتور المصري عمرو بدوى، رئيس جهاز تنظيم الاتصالات الأسبق.
وعن حجم هذا المؤتمر العالمى يكفى أن نذكر أنه حظى بأكثر من 3500 مشارك من 140 دولة، وأكثر من 50 وزيراً ونائبً لوزير اتصالات من مختلف دول العالم، إضافة إلى مشاركة أكثر من 50 شركة ومنظمة دولية عاملة في مجال الاتصالات حول العالم، وناقش المؤتمر خلال جلساته ما لا يقل عن 1000 ورقة عمل.
ويأتى عقد هذا المؤتمر بمدينة شرم الشيخ متواكباَ مع قرار فك الحظر للسياحة البريطانية لمصر، كنتيجة طبيعية للسياسة الدولية والاقتصادية الداخلية والخارجية الناجحة، التى إن دلت على شيئ فإنما تدل على السير فى الاتجاه الصحيح، وبدأ إنحسار سنوات النمو العجاف، وقرب قطف ثمار الإجراءات الصارمة للإصلاح الإقتصادى.
على جانب آخر، تشق إحدى مؤسسات القطاع طريقها إفريقياً وإقليمياً؛ بل وعالمياً، بنجاح متواصل بعيداً عن الضوضاء والبروباجندا، فتنطلق مسيرة هيئة البريد المصري جنوباً، متوغلة فى الصعيد الأفريقي، ومحققة المزيد من الاتفاقات والتفاهمات لإستخدام المركز اللوجيستى المصري العالمى.
وفى ذات الشهر؛ وخلال فعاليات مؤتمر وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأفارقة تم إختيار مصر لرئاسة مكتب اللجنة الفنية المتخصصة للإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإجماع الأصوات.
وفى تتويج لهذه النجاحات فى شهر النصر؛ كشفت شركة “سيكو” المصنعة للهاتف المحمول المصري عن توقيعها لغزو أوربا بعد توغلها فى أسواق أفريقيا..خطوات تقنية واثقة واسعة؛ وإنجازات تترى، ومؤشرات ترتفع ..وغد أفضل بإذن الله.