“إنفض” مولد جيتكس السنوى منذ أيام، وكالعادة كل عام لم يجد القارئ المصرى المتابع للقطاع التكنولوجى سوى الكتابات المعتادة عن “جمال دبى” و”سحر دبى” و”تطور دبى” و…، أو متابعة الفيديوهات التى تصور الروبوتات التى تكاد تحاكى البشر فى تصرفاتهم.
كما افردت الكثير من الصفحات لنشر أخبار شركات أغلبها أجنبية، ولا تعمل من الأساس فى السوق المصرية، دون أدنى تفكير فى المردود المعلوماتى للقارئ المصري، أو القيمة التى يضيفها هذا النشر للسوق أو الاقتصاد المصرى.
الرابح الاكبر خلال جيتكس هذا العام -من وجهة نظرى- جهتان فقط، واحدة حكومية هى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” التى كعادتها دائماً تأخذ المعارض الداخلية والخارجية ماخذ الجد، وترعى الشركات المصرية التى لم يكن لها أن ترى أضواء هذه المعارض إلا بدعم ورعاية إيتيدا، وبالفعل حققت فى جيتكس هذا العام الكثير من النجاحات المتمثلة فى الاتفاقات والتفاهمات.
الجهة الأخرى الرابحة هى شركة إتصالات مصر، والتى فاجئت القطاع بإطلاقها لخدمات الهاتف الثابت خلال فعاليات جيتكس، ومن ثم صبغت هذا الحدث المحلى بالصبغة الإقليمية ..بل وربما العالمية إن لم أكن متجاوزاً.
إطلاق “إتصالات مصر” لخدمة الهاتف الارضى من دبى يمثل داعماً قوياً للترويج للإستثمار فى خدمات القطاع التكنولوجى والاتصالاتى فى مصر، ويعطى صورة فى قمة الايجابية عن نشاط سوق الاتصالات فى مصر، وقدرته على إستيعاب شبكة هاتف أرضى ثانية فى الوقت التى تؤكد فيه التقارير والدراسات إستمرار إنخفاض معدلات مستخدمى خدمات الهواتف الارضية فى العالم.
كما يفتح إطلاق إتصالات مصر لخدمات الهاتف الأرضى المجال أمام الشركات الاخرى التى لازالت تدرس هذا الملف لإتخاذ القرار، وبدء إستثماراتهم فى هذا المجال إقتداء بشركة إتصالات مصر.
من وجهة نظرى كان لابد من تسليط الاضواء بصورة أكبر وأعم على هذا الحدث الكبير، بل والترويج له على أساس أنه حدث يدعم بقوة التوجه للترويج لجذب الاستثمارات الاجنبية للإستثمار فى خدمات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كما أتمنى أن يحظى عرسنا السنوى ومؤتمرنا الوطنى “معرض ومؤتمر القاهرة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كايرو آى سى تى 2018” الذى أوشك على الانعقاد، على نفس القدر من الاهتمام وتسليط الاضواء، خاصة وأنه يزداد قوة وتأثيراً محلياً وإقليمياً وعالمياً عاماً بعد آخر، كما انه يقام فى قاهرة المعز التى تحظى بمكانتها المعروفة بين كافة عواصم العالم.
