أخبارالأرشيفمقالات
أخر الأخبار

خالد أبو المجد يكتب: “النصاب والبرنس”..!!

العمل الدرامي الجديد بعنوان: “النصاب والبرنس”، بطولة الجماهير، وتأليف “خداع إلكتروني”، وإخراج “قلة الوعي”..وإليكم القصة بالتفصيل:

التطور الذي يصاحب أساليب المحتالين والنصابين مدهش بالفعل إلى اقصي الحدود، فلم يعد النصب في مصر يكتفي بالطرق التقليدية التي حفظها الناس عن ظهر قلب، فقد تزيّن النصّابون بعباءة العصر الرقمي، وراحوا يُبدعون في “فنّ الاحتيال” إلى حدٍّ يجعلهم يستحقون جائزة أوسكار في الخداع الإلكتروني، والأدهى أن حيلهم الجديدة صارت ترتدي ثوب النجوم، وتتكلم بلسان الفنانين، وتوزّع الجوائز باسم المشاهير.

ولعل أحدث فصول هذا المسلسل الكوميدي – أو المأساوي – رسالة تلقتها إحدى السيدات من “كبار السن”، تُخبرها بفوزها في مسابقة خاصة بالفنان “محمد رمضان، وأنها ربحت 50 ألف جنيه، مع وعدٍ بتحويل الجائزة خلال ساعات إلى محفظتها الإلكترونية.

لكن كعادة النصابين، جاءت “القاضية” في النهاية: “فقط ادفعي 200 جنيه رسوم التحويل، وابعتيلنا صورة الإيصال”..هكذا ببساطة، وكأن الفنان محمد رمضان نفسه يجلس خلف الشاشة يُرسل الرسائل، ويستقبل التحويلات، ويعد جمهوره بالجوائز، وكأن “البرنس” لم يعد نجم الشاشات بل أصبح “خدمة فودافون كاش”.

ما يثير الدهشة أن هذه الأساليب – رغم بدائيتها – لا تزال تجد من يصدقها، فالمحتالون يعرفون جيدًا أين يوجهون سهامهم: نحو الفئات البسيطة، كبار السن، وربات البيوت، أولئك الذين يصدقون ما يُكتب بحروف منمقة ممهورة بتوقيع “إدارة أعمال الفنان”، فيستغل النصابون هوس بعض الناس بالمشاهير، وشغفهم بفكرة الفوز أو التقدير من نجمهم المفضل، فمجرد ذكر اسم “محمد رمضان” كفيل بإضفاء المصداقية على أي رسالة، حتى لو كانت مليئة بالأخطاء الإملائية ورائحة الخداع تفوح منها.

المحتالون باتوا يُتقنون لعبة “التخصيص”؛ لا يرسلون رسائل عشوائية فقط، بل يدرجون أسماء الفنانين الأكثر شهرة وانتشارًا على السوشيال ميديا، مستغلين صفحات مزيفة وصورًا رسمية من حفلات أو أعمال فنية، ليبدو الأمر أكثر إقناعًا، وهكذا، تتحول محبة الجمهور إلى “مصيدة”، والولاء للفنان إلى وسيلة لسلب الأموال.

لقد أصبحت التكنولوجيا – التي وعدتنا بالأمان والراحة – سلاحًا ذا حدين، إن التطور الرقمي الذي مكّن الحكومات من تقديم خدماتها عبر الإنترنت، مكّن النصابين بدورهم من تطوير أدواتهم، حتى صار الاحتيال الإلكتروني أكثر انتشارًا من الحرف اليدوية.

الحذر واجب، ولا يوجد فنان يطلب “رسومًا” لتحويل جائزة، لكن على الفنانين أيضًا مسؤولية حماية أسمائهم من التلاعب، ومن الضروري أن تمتلك إدارات أعمال الفنانين حسابات موثقة ومعلنة رسميًا لتفادي الخلط، وأن يخرجوا بتوضيحات فورية كلما استُغل اسمهم في النصب.

والجمهور عليه أن يدرك أن “محمد رمضان” لا يوزع الجوائز عبر المحافظ الإلكترونية، وأن “عمرو دياب” لن يتصل ليمنحك تذكرة VIP، وأن “تامر حسني” لن يطلب منك رقم الفيزا ليُهديك ألبومه الجديد.

error: Content is protected !!