فى العام 2016 حذّر الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يعرف بحروب الجيل الرابع والخامس، وذكر خلال لقاءه مع ممثلي المجتمع المصري تعريف “الكتائب الإلكترونية”، وشرح الرئيس كيف يتم تفكيك الكتل الوطنية عن طريق التشكيك وترويج الشائعات الشائعات.
وعاود الرئيس التحذير فى العام 2019 من مخاطر الحروب “اللاتماثلية” ودورها فى إشعال الموقف لزعزة الأمن والاستقرار في البلاد وتعرض سلامة الشعب المصري للخطر، وقال الرئيس السيسي، أن الشعوب قد تؤذي أنفسها دون أن تدري بسبب الاستسلام لحروب الجيل الرابع من شائعات تشعل الموقف وتزعزع الأمن والاستقرار.
وفى العام 2021 أكد الرئيس السيسي على أهيمة الوعي، مشيراً إلى أن الحروب الجديدة، ومن بينها حروب الجيلين الرابع والخامس، لا ترتكز فقط على التعامل مع السلاح بل تتضمن أيضا الوعي الصحيح وليس “الزائف”.
واليوم..يعاود الرئيس السيسى للمرة الرابعة التحذير من مخاطر إستراتيجيات “التدمير الذاتى” التى تستخدمها “الحروب اللامتماثلة” ومنها أجيال الحروب “الرابع والخامس ..حتى السابع”، التى بدأت مصطلحاتها تطفو على السطح منذ أحداث يناير 2011 وما تلاها، ونجد نتائجها وآثارها ماثلة أمامنا رؤى العين فى دول كثيرة بالمنطقة.
إستوقفنى التعبير الذى ذكره الرئيس فى كلمته وهو “الوعى الزائف”، وهذا من وجهة نظرى هو آفة عصرنا الحالى، وعليه ومنه تبدأ كل المصائب، فكان هذا الوعى الزائف وإدعاء المعرفة والثقافة متجلياً قديماً بوضوح فى مباريات كرة القدم، حيث كان كل المشاهدين على المقاهى “حكاماً ومدربين ونقاد” على درجة عالية من المعرفة والحكمة، يقسمون أن الحكم أخطأ فى قراره هذا، والمدرب خانه التفكير عندما لعب بهذه الخطة أو استبدل اللاعب “فلان” باللاعب “علان” وكان المفروض يستدعى اللاعب “ترتان”..وهكذا.
هذا بالضبط مايحدث حالياً؛ أولويات حروب الجيل الرابع-الذى يمهد لحروب الجيل الخامس- تنفذ حرفياً، أخبار مغلومطة يتم بثها بكثرة على مواقع مشبوهة أو على صفحات السوشيال ميديا، يقرأها الشخص ويؤمن بها ويبدأ فى تبليغها لغيره على أساس أنه “أبو العٌريف” والمثقف الأوحد العليم ببواطن الأمور، ومن هذا إلى ذاك تنتقل الشائعة وتصبح فى حكم المعلومة الموثقة وتسرى فى المجتمع مثل النار فى الهشيم، رغم أنها “كذب فى كذب”، وتأتى مبادئ الحروب اللامتماثلة ثمارها شيئاً فشيئاً وتبدأ منظومة التدمير الذاتى للشعوب كما حذر الرئيس السيسي مرات عدة.
الدراسات تؤكد أن قرابة 95% من الأخبار التى يتم نشرها على صفحات السوشيال ميديا كاذبة وغير صحيحة، كما أن تقنيات الذكاء الاصطناعى جعلت من السهل تصميم خطابات كاملة كاذبة ليس لها وجود للزعماء، أو إنتاج محتوى مرئى مزيف.
لذلك لابد من إستياق المعلومة من مصادرها الموثوقة، وإعمال العقل والمنطق، وتجنب التشكيك فى مؤسسات الوطن، حتى نحمى أوطاننا وأنفسنا وأهلينا من ويلات الحروب اللامتماثلة.