سبحان الله..خلال أقل من أسبوع واحد تم التحرش بثلاثة من الفنانات من قبل كباتن “أوبر”، مما يدعونا إلي إطلاق حملة لإنقاذ “فنانات الصف الثاني او الثالث” من براثن “ذئاب اوبر البشرية”.
فمنذ أيام قامت إحدى الفنانات -التي بالكاد أتذكر أحد أدوارها كـ”عفريتة” في مسلسل رمضاني، ببث رسالة فيديو لمتابعيها قصت فيها كيف أن كابتن أوبر “تجرأ” وأوقف سيارته بجانب الطريق واستأذن منها للحظات وذهب بعيداً عن السيارة من الخلف “ليقضي حاجته”، وروت الفنانة أنها راقبته بعينيها -لا أدري لماذا- ورأته يسير بعيداً عن السيارة و”يفك حزامه”، وعندما إستفسرت منه صعقتها إجابته أنه مريض بالسكري، وهذا المرض يستوجب معه كثرة التبول، ومن هنا قامت الدنيا ولم تقعد لدي الفنانة المحترمة، ولجأت فوراً إلى “فانزاتها ومعجبيها” لتروي لهم قصتها الصعبة والمأساوية والشيقة فى أن الكابتن ذهب “بعيداً” ليتبول..تخيلوا..منتهي التحرش..!!
فنانة أخري تم إلصاق قصتها على أساس أنها “تحرش من كابتن أوبر”، حيث قام أحد الشباب بمضايقتها بسيارته والتضييق عليها أثناء قيادتها لسيارتها فى أحد شوارع العاصمة، وأنتهي الأمر، وسبحان الله بقدرة قادر قام آخرون بتصويب أصابع الاتهام بشركة وكباتن أوبر، وكذلك الزج بإسمها فى قائمة “ضحايا أوبر..وغيرها.
وثالثة لا أتذكر إسمها بصراحة؛ قالت إنها طلبت رحلة فاتصل بها الكابتن مستفسراً عن مكان الوصول بالضبط وهل ما إذا كانت ستدفع “فيزا أم كاش”، فما كان منها إلا أنها هرعت إلى صفحتها على “فيس بوك” لـ “تركب التريند” وتشكوا كيف أن الكابتن تحرش بها “في المكالمة تقريباً”، أو أن كلمتي “فيزا” أو “كاش” إحداهما أو كلتاهما “قبيحة” لاسمح الله ..!!
يبدو أن “هوس التريند” ومحاولات نيل قسط من الشهرة وتسليط الأضواء و”ركوب الموجة” قد استحوذت علي عقول البعض من الفنانات، ضاربين بعرض الحائط سمعة ومقدرات الأرزاق لهؤلاء الكباتن الذين يعملون تحت وطأة الشمس وحر الصيف فى محاولة منهم لسداد إحتياجاتهم المعيشية المتزايدة، ولولا هذه الضغوط الاقتصادية لما لجأوا لهذا العمل.
الحق يقال أن هناك حفنة من المتجاوزين -تسللوا فى حين غفلة وخطأ من المسئولين عن شركات النقل الذكي- يستغلون هذه المهنة لتحقيق أغراض سيئة فى أنفسهم، وللأسف زادت جرائمهم فى الآونة الأخيرة، لكن ذلك لا يمنع أن الغالبية من المحترمين والمؤتمنين علي الأرواح والأموال، والحافظين لحدود تعاملاتهم، يؤدون عملهم بأدب جم وجودة مفرطة..والنادر لا حكم له والحكم للأغلب.
جانب آخر شديد الأهمية لأصحاب الذاكرة “السمكية”؛ هل نسيتم كيف كان وضع “سيارات الأجرة” قبل بدء تشغيل منظومة النقل الذكي فى مصر، هل تتذكرون كيف كانت طريقة التعامل مع “سائقي التاكسي”، وكيف كانوا يرفضون الذهاب إلى أماكن بعينها، وكيف كانوا يغالون فى طلب الأجرة، ومشكلات “العداد” التي لم يخل يوم من إحداها فى أقسام الشرطة، وكذلك ضياع الأشياء التي يتم نسيانها في هذه المركبات نظراً لعدم وجود “بيانات” للسائق، خلاف حالات التحرش الكثيرة والاعتداء وغيرها..فلا ننكر أن أوبر وكريم وغيرهما إستطاعوا أن ينهضوا بفكرة نقل الركاب إلى مستوي عالي من الرقي والرفاهية والأمن والانضباط في المواعيد والتنقلات، وحقق الكثير من الرضا حتي الآن وطوال سنوات..فأتقوا الله ولا تخلطوا الحابل بالنابل، أو تبخسوا “النقل الذكي” حقه.