كان قرار الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي أصدره منذ أيام بتكليف عبده علوان نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد لشؤون المناطق البريدية، بالقيام بتسيير أعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد اعتبارًا من 3 يوليو 2024 ولحين صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بتعيين رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة خلفًا للدكتور شريف فاروق الذي تولى منصب وزير التموين والتجارة الداخلية، متوقعاً ولم يكن غريباً أو مستبعداً.
ولا أدرى كم عدد المرات التي يتم فيها إسناد هذه المهمة الصعبة لتسيير الأعمال بالهيئة القومية للبريد للبريدي المخضرم عبده علوان، الذي بحق لابد أن يطلق عليه “رجل المهام الصعبة” بل والمستحيلة، إضافة إلى كونه يمتلك خبرات أكثر من 35 عاماً قضاها حتى الآن فى التدرج فى السلم البريدى حتى أصبح نائباً لرئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد لشؤون المناطق البريدية، هذا المنصب الذي يحتم على صاحبه الاحتكاك المباشر والدائم مع القاعدة العريضة لموظفي الهيئة الذى يفوق عددهم الـ 50 ألف، وكذلك إدارة الشبكة الضخمة لمنافذ الخدمة المنتشرة على مستوى الجمهورية والتي تتخطى الـ 5000 منفذ مابين مكتب وسيارة متنقلة وغيرها.
بالبحث وجدت أن إبن البريد عبده علوان بدأ إسناد مهمة تسيير أعمال رئيس الهيئة له منذ العام 2020 تقريباً على فترات مختلفة، والرجل لايتوانى عن تولى المهام والمسئولية، وتحمل الصعاب والمشاق، والغريب أن هذه الاسنادات تأتى فى أغلب الأحيان فى أوقات صعبة وظروف شائكة، إلا أن خبرات ورجاحة عقل علوان تجعله يمر بسهولة ويسر بين هذه العوائق.
ويحظى عبده علوان بإستحسان وثقة وقبول البريديين على إختلاف وجهات نظرهم وإحتياجاتهم، وربما يكون الوحيد الذى تحقق له الأمر، وهذا أمر يصعب بل وأثبتت التجربة أنه يستحيل أن يجتمع البريديين على شخص واحد، فهناك راضى وآخرون رافضون على طول مسيرة عمل الهيئة..وردود أفعالهم تجاه رؤساء سابقين للهيئة ليست خافية على أحد.
والغريب فى شخصية هذا الرجل أنه عندما يتولى المسئولية ويجلس فى مقعد القيادة لا يتغير، ويظل البريدى عبده علوان الذى يعرفه الجميع، ويؤدى كافة المهام الموكلة إليه بدقة وجودة وتفانى، وعندما يتم إختيار القيادة السياسية لرئيس جديد للهيئة فإن ذلك لايمثل أى شائبة لعلوان، بل ويتراجع خطوة ليقف فى صفوف الإدارة الفعلية لهذا الصرح الكبير.
أتمنى أن يصدر قراراً بتتويج جهود عبده علوان فى الفترات السابقة لرئيس لمجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، وأعتقد أن قراراً مثل هذا سوف يحظى بقبول وإستحسان البريديين، كما أنه سيكون دافعاً لإستمرار خطة النمو والنهوض فى الهيئة.