أخباراتصالاتالأرشيفمقالات
أخر الأخبار

خالد أبو المجد يكتب: رسائل رئاسية..!!

الاستماع للخبر

لم يكن مشهد النيران المتصاعدة من سنترال رمسيس مجرد حادث تقني عابر، بل كان اختبارًا جديدًا لمدى جاهزية الدولة في مواجهة الأزمات، والأهم من ذلك، اختبارًا لمدى قرب القيادة السياسية من الشارع، ومدى جاهزيتها لاحتواء الأزمات بسرعة وبدون تردد.

وفي خضم هذه اللحظة الحرجة، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي حاضرًا – ليس فقط بصفته رئيس دولة، بل كأبٍ ومواطنٍ يشعر بنبض الناس وآلامهم، لم ينتظر الرئيس التقارير أو البيانات المجردة، بل بادر بتوجيه حاسم وواضح: 1.1 مليون جنيه لأسرة كل ضحية، و175 ألف جنيه لكل مصاب من ضحايا الحادث، أرقام ليست مجرد تعويضات، بل رسائل سياسية وإنسانية، مفادها أن دماء المصريين غالية لا تُقدر بثمن، وأن الدولة لن تتخلى عن أبنائها في المحن.

لكن اللافت في هذا المشهد، والذي يستحق الوقوف عنده، هو الجانب الإنساني الصادق الذي لا يمكن أن يُصطنع: اتصال قرينة الرئيس السيدة انتصار السيسي بوالدة الملازم أول نور امتياز كامل، أحد الضباط الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل السيطرة على الحريق، لم يكن الاتصال بروتوكوليًا، بل جاء من قلب أمٍّ إلى قلب أمّ، ومن قيادة تُدرك أن البطولة تبدأ من البيت وتنتهي في الميدان.

هذه الحادثة تفتح ملفًا مهمًا في قراءة أسلوب تعامل الرئيس مع الأزمات، فخلال سنوات مضت، لم يتوانَ الرئيس السيسي عن التدخل المباشر عند كل أزمة كبرى؛ بدءًا من السيول والحرائق، مرورًا بأزمات القطاع الصحي، وصولًا إلى الكوارث التي تمس الأمن القومي والبنية التحتية، نهج الرئيس واضح: لا وسطاء بينه وبين الشعب في الأزمات، بل مواجهة مباشرة، وقرارات سريعة، ومتابعة ميدانية.

حريق سنترال رمسيس كان فاجعة حقيقية، ليس فقط لحجم الخسائر المادية والبشرية، بل لأنه أصاب أحد قلوب البنية الرقمية للدولة، ومع ذلك، تحركت الدولة بكامل أجهزتها خلال ساعات، ولكن الأهم من ذلك، هو أن هذا التحرك لم يكن بيروقراطيًا ولا روتينيًا، بل صدر من رأس الدولة، وبمنتهى الحسم.

لقد قدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي درسًا جديدًا في إدارة الأزمات، عنوانه أن القيادة الحقيقية تُقاس بالمواقف الحرجة، لا بالخطابات أو الاحتفالات، وأن المواطن المصري، مهما كانت مكانته، سيظل في قلب أولويات الدولة.

إننا أمام نموذج قيادة استباقي وإنساني في آنٍ واحد، قيادة لا تكتفي بالإدارة، بل تحتضن الوطن بكل من فيه، وتؤكد للجميع أن مصر لا تُدار عن بُعد، بل تُدار من الميدان، ومن قلب الحدث.

error: Content is protected !!