بقعة من الضوء ودرب منير للمستقبل الواعد أطلقته الحكومة لأبنائها من طلاب مصر؛ هى مجموعة من المدارس الثانوية الحكومية، تتبع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنشأت بقرار وزير التربية والتعليم فى العام ٢٠١١، تحت إسم “مدارس المتفوقين”، ووصل عددها اليوم إلى 21 مدرسة تفطى معظم محافظات الجمهورية، تقوم مناهجها على تصميم نواتج تعلم خاصة بالمدرسة تتماشى مع المعايير القومية والعالمية ووفقا للتحديات الكبرى..كما تعتمد مدارس ستيم طرق تدريس متطورة ومختلفة تتوافق مع طرق التدريس المقررة.
فى البداية لم تحظ مدارس ستيم بالمعرفة والتغطية الاعلامية الملائمة، ولذلك كانت اعداد المتقدمين للالتحاق بها يقل عن القدرة الاستيعابية لها، واليوم -فى ٢٠٢٤- تقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين قرابة ١٦٠٠٠ طالب وطالبة، تم قبول ٢٣٩٨ طالب وطالبة فقط، أى أقل من 20% تقريباً ممن تقدموا وذلك عقب اجتيازهم بنجاح اختبارات القبول التي أعدها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي والتي عقدت الكترونيا..وهنا بيت القصيد.
التقديم للقبول بمدارس ستيم بدأ الكترونياً..وانتهى الكترونياً، وهذا امر محمود ومطلوب فى عصر رقمنة الخدمات، ولكن المنظومة المرقمنة لمدارس المتفوقين شابها نقصان بعض العناصر اللازمة والهامة:
- انعدمت الأخبار من مصادرها الموثوقة حول موعد بدء التقديم قبل فتح باب التقديم عبر “ايقونة” صغيرة على موقع وزارة التربية والتعليم على شبكة الانترنت، وأصبح الراغبون فى الالتحاق بمدارس ستيم يستقون أخبارهم ومعلوماتهم عبر صفحات الاشخاص بموقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”.
- لا توجد أى وسيلة للاتصال أو التواصل مع أى مسؤول أو خدمة عملاء تابع لهذه المنظومة للاستفسار او السؤال عن شئ معين نظراً لعدم اتاحة ذلك على الموقع أو من خلال “رقم ساخن” ..أو حتى بارد.
- لا يوجد “بريد إلكترونى” أو أى من الوسائل التى يمكن بها التواصل مع المتقدمين أو تقديم الارشادات اللازمة، فقط أيقونة للتقديم.
- بعد التقديم غابت المعلومات للمرة الثانية لفترة طويلة، وأصبح المتقدمين فريسة لمعلومات العامة ومواقع التواصل الاجتماعى حتى ظهرت بصعوبة -لدى البعض- أيقونة برقم الجلوس ومكان الامتحان..وغابت بعض الشئ عن البعض الآخر.
- إحتاج الأمر لعدد من المحاضرات التوجيهية للاستعداد للإمتحان، وهذا مالم تفكر المنظومة فى توفيره للمتقدمين، وتركت الأمر لبعض “المتكسبين” من وراء “برامج الاعداد”.
- بعد الامتحان بفترة طويلة ظهرت النتائج، والتى لاتغنى من جوع، فقط تم القبول أو لم يحقق الطالب الحد الأدنى..دون إتاحة الفرصة للمراجعة أو إعادة التصحيح مما يفتح أبواباً للتساؤلات والاستنتاجات الغير مطلوبة.