فى يوليو 2017 تسلمت الشركات مقدمى خدمات الهاتف المحمول فى السوق المصرية فعلياً الترددات اللازمة لتفعيل خدمات الجيل الرابع للاتصالات، وعقب ذلك بشهرين تقريباً تم إطلاق خدمات الجيل الرابع رسمياً لتدخل معه مصر فى عصر المواكبة التكنولوجية العالمية الفعلية.
وفى ديسمبر من نفس العام – وخلال إفتتاح فعاليات معرض ومؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ict – أفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى القري التكنولوجية بمدن بنى سويف والسادات، بالإضافة لبعض المشروعات التكنولوجية.
وفى فبراير الماضى تجسد حلم المنتج التكنولوجى المصرى على أرض الواقع، وتم إعلان إفتتاح وإنتاج اول هاتف محمول يصنع فى مصر، وعلى أرضها بمحافظة بنى سويف، بنسبة تصنيع تصل إلى النصف تقريباً، وتم طرحه فى الاسواق المصرية فعلياً، ومن المشرف أيضاً أنه تم الاتفاق على التصدير لعدد من الأسواق الخارجية.
العامين الماضيين فقط حقق خلالهما القطاع قفزة تكنولوجية ومعلوماتية إنتظرناها طويلاً، وتخطت سقف التوقعات، وجاءت مغايرة للمأمول ومتجاوزة للمعقول، وما تم خلال هاتين السنتين من معدلات إنجازات يفوق بمراحل ما حققه القطاع طوال سنوات عمره أجمعها منذ إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى العام 2003، خلال “سنوات الفرص الضائعة” بين وعود وتسويفات ..وضجيج بلا طحين.
ما حدث من نهضة تكنولوجية مصرية يمكن إرجاعه إلى أضلاع مثلث واحد، وهو القيادة السياسية التى آمنت بقدرة القطاع وقيادته، ودرست وخططت، وأمرت، وأعطت الثقة والدفعة المعنوية والقوة اللازمة لقائد القطاع الذى يمثل الضلع الثانى للمثلث، والذى بدوره بذل أقصى درجات الفكر والجهد والعرق متخطياً كافة الصعاب ومذللاً كافة العقبات، حتى تحققت خطوات إستراتيجية القطاع وتكليفات الرئاسة فى وقت -يستحيل نظرياً- أن يتحقق خلاله ماتحقق.
ويأتى دور الضلع الثالث للمثلث، والمتمثل فى باقى قيادات وعناصر القطاع الذين كانوا بحق على قدر المسئولية الموكلة إليهم والملقاة على عاتقهم، وبالتالى تحققت المعجزة، وتوالت الانجازات تترى، فى عامين فقط تحققت أحلام كنا نظنها حتى عهد قريب أضغاث، وطرحت مبادرات رئاسية كان لها الفضل الأكبر فى إنبات بذرة التصنيع التكنولوجى متمثلاً فى هاتف محمول مصرى Made in Egypt.
ما تم من إنجازات يطرح على القطاع ورجاله تحديات مستقبلية اكبر، تتمثل فى تحقيق الأفضل، وعن ثقة فإن كفاءة قادة القطاع تؤهلهم لتحقيق ذلك، لتعويض ما ضاع من فرص للنهوض خلال سنوات فاتت.