“أسرتى متوسطة الحال، كغالبية الأسر المصرية، والدى موظف فى وزارة التربية والتعليم، ووالدتى ربة منزل لاتعمل، وأخى الأكبر فى السنة الثانية بكلية العلوم بعد أن حالت “نصف درجة” فى الثانوية العامة بين طموحاته وأحلامه أن يصبح طبيب أسنان، وأختى الصغرى طالبة بالشهادة الاعدادية..وأنا أدرس فى العام الأخير بالمرحلة الثانوية”..كانت هذه مقدمة إستغاثة الطالب “عصام. ك”.
استكمل عصام: “لا يخفى على أحد أن الدراسة فى الشهادة الثانوية تحتاج للمزيد من الدروس الخصوصية التى أصبحت ميزانيتها تنهش فى عظام الأسر المصرية الشبيهة بأسرتى، وصارت حملاً وهماً ثقيلاً على أرباب البيوت، وفى محاولة منى للحد من هذا النزيف اليومى لجأت إلى تلقى دروسى الخصوصية عبر الانترنت “أون لاين”، حيث أنها تكلفنى نصف تكلفة الدروس الحية المباشرة، إلا أن معاناتى مزدوجة: حيث أعانى من تكلفة هذه الدروس من جهة..وتكلفة الاتصال بشبكة الانترنت من جهة أخرى وخاصة بعد تحريك أسعارها مؤخراً”.
“قرابة ثلث دخل أبى يذهب فى فواتير الانترنت” لى ولأخوتى، هكذا يضيف عصام فى رسالته، ويؤكد: “بعد أجازة منتصف العام يطلب المحاضرون زيادة عدد المحاضرات أسبوعياً بمقدار الضعف حتى يتسنى لنا الانتهاء من دراسة وتحصيل المنهج ثم الاتجاه إلى المراجعات، مما يمثل مضاعفة الضغوط المالية..ويتبعه أيضاً مضاعفة إستهلاك الانترنت”.
وينهى عصام رسالته: “آمل أن أحقق حلمى وأمل أبى ودعوة أمى أن ألتحق بكلية الهندسة، وأبذل قصاري جهدى فى المذاكرة، أجتهد، وأواصل الليل بالنهار فى الاستذكار جاهداً أن أحقق كلتا الحسنيين: النجاح مع أقل ضغط مادى على ميزانية المنزل”.
“عصام” يستغيث بالأب الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائد قاطرة التطوير التكنولوجى فى مصر، أن يأمر بتخصيص شريحة خاصة بأسعار مخفضة أو مدعمة من الانترنت للطلبة حتى يتسنى لهم متابعة دروسهم الـ “أون لاين” وتخفيف الضغوط على كاهل الأسر المصرية خاصة وأن الانترنت أصبح أسلوب حياة بالنسبة لأبنائهم الطلبة.
سألت عصام: “ألم توفر لكم وزارة التربية والتعليم جهاز التابلت للمذاكرة، ووفرت لكم أيضاً عليه شريحة محمول وعليها باقة إنترنت خاصة بالطلبة ؟”، أجابنى: “هذه حقيقة بالفعل، إلا أن محاضرات الأساتذة الأون لاين تكون على منصة “يوتيوب” التى تحظر المنظومة إستخدامها على التابلت المدرسى، مما يجعل الاستماع إليها ومشاهداتها أو عمل “داونلود” لها مرتبط بإستخدام باقة أخري للانترنت مختلفة عن باقة التابلت..وهذا ما نرجو من الأب الوزير النظر فيه رأفة ورحمة بنا”.
أضم صوتى إلى استغاثة “عصام”، منادياً بتخصيص باقة للاتصال بالانترنت تكون خاصة بالطلبة طبقاً للاشتراطات التى تراها الشركات مقدمة الخدمة لازمة -كأن تكون مرهونة بالفترة الدراسية ومايثبت التحاق الطالب بمرحلة دراسية معينة- وكذلك أن يكون على خط محمول أو ثابت واحد بإسم الطالب، رحمة ورأفة بأبنائنا الطلبة وذويهم.