في أعقاب المنخفض الجوي النادر الذي ضرب محافظة الإسكندرية مؤخرًا، وشهد عواصف رعدية وهطولًا كثيفًا للأمطار المصحوبة بالبرد الثلجي، سارع رؤساء ومسؤولو عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية إلى التواصل مع موظفيهم للاطمئنان على سلامتهم وأوضاعهم، خاصة في ظل تعطل بعض الطرق وتوقف العمل ببعض المرافق مؤقتًا.
لكن اللافت في المشهد كان غياب الهيئة القومية للبريد عن هذا التحرك الإنساني، إذ لم يُسجل أي تواصل من قبل قيادات الهيئة مع موظفيها المنتشرين في عشرات المكاتب داخل محافظة الإسكندرية، رغم تعرض المنطقة لظروف جوية استثنائية أثرت على حركة التنقل والعمل.
أفاد عدد من العاملين بمكاتب البريد في الإسكندرية بأنهم لم يتلقوا أي اتصالات أو تعليمات من مسؤولي الهيئة بالقاهرة أو من قيادات المنطقة للإطمئنان على سلامتهم أو أوضاع المكاتب البريدية خلال المنخفض. وقد عبر البعض عن شعورهم بالإهمال والتجاهل، خاصة أن بعض المكاتب تأثرت بشكل مباشر من سوء الأحوال الجوية، ما أعاق وصول الموظفين والعملاء على حد سواء.
المنخفض الجوي الذي ضرب الإسكندرية يومي الخميس والجمعة الماضيين اعتُبر من أقسى الظواهر المناخية التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة، حيث تساقطت الأمطار الثلجية بكثافة في بعض المناطق، ما تسبب في شلل مروري وتعطل الخدمات.
وفي ظل هذا السياق، برزت أهمية دور المؤسسات في إدارة الأزمات والتواصل السريع مع موظفيها لضمان سلامتهم واستمرار تقديم الخدمات الحيوية، وهو الدور الذي غاب عن الهيئة القومية للبريد، بحسب متابعين.
وإتساقاً مع ماحدث يطالب موظفو الهيئة، إلى جانب بعض المتابعين للشأن الإداري، بضرورة مراجعة سياسات التواصل الداخلي وتفعيل خطط الطوارئ بالأخص في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي قد تتسبب في أزمات مفاجئة، تستوجب استجابة مؤسسية سريعة.
أزمة منخفض الإسكندرية لم تكن فقط اختبارًا لقوة البنية التحتية، بل أيضًا لمدى قدرة المؤسسات على إدارة الأزمات من خلال التواصل السريع والفعال مع كوادرها.
ويأمل العاملون في الهيئة القومية للبريد أن تكون هذه التجربة فرصة للمراجعة والتصحيح، حرصًا على تماسك المنظومة، وسلامة الموظفين الذين يمثلون العمود الفقري للخدمات البريدية في مصر.
