يتابع العالم كله تطورات الأحداث والقرارات الأمريكية بشأن العملاق التكنولوجى الصينى “هواوى”، والخاصة بالعقوبات التى أقرتها الحكومة الأمريكية مؤخراً تجاه الشركة الصينية، والتى من أبرزها منعها من الحصول على المنتجات أو الدعم من كبرى الشركات الأمريكية..وعلى قمتها “جوجل”.
وتظهر لنا هذه المواجهة عدة نقاط وجب الإشارة إليها، أولاً تأثر الجانب الأمريكى -وبشدة- جراء قراراته ذات الوتيرة المتسارعة تجاه هواوى، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول أن حظر شركة هواوي الأمريكية تسبب في توقف خدمة الإنترنت في عدة مناطق بالولايات المتحدة، وكذلك توقفت الخدمة بالمناطق الريفية بولايات مونتانا وتكساس وماريلاند، وأرجعت الصحيفة السبب إلى عدم القدرة على بناء أبراج لتقوية إشارات الإنترنت في المناطق البعيدة عن المدن، موضحة أن عدداً من الشركات التي تقوم بتقوية إشارات الإنترنت أفلست بالفعل، ومنها شركة “نيمونت” المسئولة عن تقوية إشارات الإنترنت بولاية ماريلاند.
ثانياً: أكد رن تزنيفيه مؤسس هواوى أن شركته كانت مستعدة لمثل هذه الأحداث، وأظهرت التقارير أن هواوى تعكف منذ عامين تقريباً على بناء نظام للتشغيل خاص بها، وكان مقرراً إطلاقه فى العام الماضى 2018، إلا أنه تأخر وتم تسجيله منذ أيام ومن المنتظر أن يتم إطلاقه نهاية العام الجارى..وبذلك تكون هواوى قد خرجت بالفعل من تحت عباءة جوجل وأندرويد.
ثالثاً: دائماً فى الحروب يكون هناك مستفيدين وضحايا، وهواوى نجحت فى الآونة الأخيرة فى أن تتربع على قمة الشركات المصنعة للهواتف المحمولة فى العالم، ضاربة صروح وعروش شركات وكيانات عملاقة فى هذا المجال على رأسها سامسونج وأبل، وأغلب الظن أن ذلك ما أثار حفيظتهم وأجج من نيران المكيدة، وجعلهم من المستفيدين من أزمة هواوى، إلا أن هذه الاستفادة من وجهة نظرى لن تدوم طويلاً.
المشكلة من وجهة نظرى فى الأسواق الكبرى لهواوى، ومنها مصر؛ حيث لازالت أزمة جودة المنتجات الصينية على المحك بالنسبة للمستخدم، على الرغم من أن أكثر من 90% من أجهزة الهواتف المحمولة التى يستخدمها المصريين صينية الصنع، إلا أنها نتاج شركات قد نجحت بالفعل فى الوصول لثقة المستخدم، الصعوبة تواجه الشركات الصينية الجديدة فى السوق مثل أوبو وشاومى، وهل ستستطيع المرور من أزمة المنتجات والدعم الأمريكى مثلما فعلت هواوى، أم أنها ستقع فريسة وضحية بالصدفة لأزمة لا ناقة لها بها ولا جمل، وعلاقتها الوحيدة بها أنها تشارك هواوى فى بلد المنشأ والتصنيع.