بالفعل مصر تستطيع، هذا ما أثبته -ويثبته لحظياً- النجاح المدوى لبطولة كأس الامم الأفريقية على كافة الأصعدة، وأخص بالذكر هنا محاور الأمن والنقل والتكنولوجيا، خاصة مع ضيق الوقت ومفاجأة الاختيار.
أمنياً ظهرت مصر كأم الدنيا وملاذ الخائفين وقبلة الآمنين، فى أعين الزائرين والضيوف بأبهى صورة، حيث تزينت كافة المحافظات وتبدلت الأحوال بها إلى ضيافة سبعة نجوم، وأصبح مرتادوا المباريات يسيرون بكل أريحية وأمان طيلة اليوم فى أى مكان، بلا شعور بخوف أو رعب كما أرادت جهات مغرضة أن تصنع، وأضحت الوفود تتغنى بجمال ونظافة وجودة الملاعب والاستادات والمدن، وكرم الضيافة المصرية.
وعلى مستوى النقل شهد المرور سلاسة لم نعهدها منذ زمن ومتجاوزاً أفضل التوقعات والطموحات، وتزامن إفتتاح عدد من محطات الجزء الأول من المرحلة الرابعة للخط الثالث لمترو الأنفاق أمام الركاب، ليمثل نقلة حضارية رائعة فى توقيت مذهل، ويساهم فى تحقيق السيولة المرورية خاصة مع تزايد عدد المشجعين فى مباريات المنتخب الوطنى.
المحور التكنولوجى كان حاضراً وبقوة، فخلال أشهر قليلة تم الانتهاء من مد كابلات الفايبر ذات السعات الضخمة، لكافة ملاعب وإستادات المدن التى تقام بها مباريات البطولة، ونجحت الاتصالات والانترنت فى أقوى إختبار يمكن أن تتعرض له، فلم يحدث أى سقوط أو ضعف للشبكات حتى فى ظل إكتمال السعة المسموحة بالاستادات؛ والتى وصلت فى بعض المباريات إلى 75000 مشجع.
الطبيعى فى مثل هذه الظروف أن يشعر المواطن العادى بقدر من الارتباك فى حياته اليومية نظراً للضغوط والظروف غير الاعتيادية التى تمر بها الدولة، حيث تستضيف وفود 24 دولة إضافة، وممثلى الاتحادات الأفريقى لكرة القدم، وأطقم التحكيم، ناهيك عن الرؤساء والمسئولين السياسيين رفيعى المستوى..إلا أن حياتنا لم تتأثر، ويومياتنا باتت طبيعية وسلسة.
ننجاح تنظيم كأس الأمم الأفريقية وسام شرف ورمز للفخر على صدر كل مصرى غيور محب لوطنه، وخطوة مشجعة للتقدم بكل ثبات وأتم ثقة نحو الترشح لنيل شرف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم..ولدينا من الخبرة والتاريخ وسابقة الاعمال المشرفة.