أخبارالأرشيفمقالات
أخر الأخبار

خالد أبو المجد يكتب: “كريم”..التي ماتت..!!

"تحلى بالصبر، الوضع مزدحم، مستمر فى البحث..نأسف لبقائك على الانتظار"

الاستماع للخبر

لم يكن “مدثر شيخة”؛ الأب الروحي للنقل الذكي ومؤسس تطبيق “كريم”، يتخيل يوماً ما حدث فى مسيرة تطبيقه طوال هذه السنوات الـ 13، بعد أن أطلق شركته فى دبي بدولة الامارات العربية المتحدة فى العام 2012 باستثمارات نصف مليون دولار من الأموال الخاصة له وشريكه ماغنس أولسن.. وترجع تسمية الشركة بهذا الاسم لأنها تأسست في شهر رمضان المبارك، فسميت بـِ “كريم” تيمنًا بالشهر الفضيل.

بعد إنطلاقها بالامارات بقرابة عامين إنطلقت خدمات كريم فى مصر، لتفجر ثورة فى عالم الانتقالات، ولتصبح خلال فترة قصيرة لا تتعدى العامين وسيلة الانتقال الرئيسية والأساسية لشريحة كبيرة من الشعب المصري، وذلك لحلولها الذكية والمريحة، وبفضل جهود وذكاء مدير عملياتها فى مصر فى حينها المهندس وائل الفخراني، والذي إليه يعود الفضل فى تخطيط إستراتيجية إنتشار هذه التقنية الجديدة بسرعة بين طوائف الشعب.

حققت كريم خلال عملها فى مصر نجاحاً عظيماً، وحققت المعادلة الصعبة بين سهولة الانتقال وإنخفاض تكلفته نوعاً ما من طرف، وتحقيق مستويات مرضية من الأمان، وأستمر الحال كذلك حتى أطلقت “أوبر” الأمريكية العالمية عملياتها فى السوق المصرية فى العام 2014، وبدأت فى منافسة “كريم”، إلا أن بعض المميزات فى الأخيرة جعلتها مفضلة لدى المستخدمين من حيث التواصل هاتفياً مع خدمة العملاء بدلاً من أسلوب الرسائل والايميلات الذي تنتهجه “أوبر”، وكذلك الوازع العربي الذى يرجح كفة “كريم”.

إستشعرت “أوبر” أن المنافسة مع “كريم” غير مجدية، كما أن التنافس السعري ليس عليه معول كبير، فقررت فى العام 2019 توصلها لاتفاق تستحوذ بموجبه على شركة كريم مُقابل 3.1 مليار دولار، على أن تحتفظ شركة كريم بعلامة تجارية مستقلة وتعمل بشكل منفصل.

فى هذه اللحظة فقط دخلت “كريم” حظيرة “أوبر”، ومن وقتها “لا حس ولاخبر”، وأصبحت مستويات الرضا عن رحلات “كريم” فى هبوط مستمر، وتناقص عدد كباتنها، وأصبحت غير متواجدة فى معظم الأماكن، وصارت جمل معينة تظهر عند طلب رحلات كريم: “الطلب تم ارساله الى عدد من الكباتن، البحث عن كابتن، البحث فى المناطق القريبة، البحث عن المزيد، تحلى بالصبر، الوضع مزدحم، مستمر فى البحث..نأسف لبقائك على الانتظار”..وهكذا.

لا أدري هل تم القضاء على “كريم” وإسقاط شعبيته وتحطيم أسطورته عن عمد أم أنه سوء تخطيط وإدارة، فقط من المؤكد أن سوق النقل الذكي فى مصر خسر شركة كانت “سمعتها سابقاها”، ولم يشكو أى عميل من سوء خدمتها طوال فترة عملها فى السوق المصرية..رحمة الله عليكى يا “كريم”.