كافة الأجهزة تحتوى على واحد أو أكثر من المواد السامة قد تسبب تشوهات خلقية
في بداية أكتوبر من العام 2012، اجتمع إخصائيو البيئة في مركز أربور بيسد لعلوم البيئة لدراسة كمية المواد الكيميائية السامة في 36 هاتفاً محمولا، وتضمنت الدراسة الهاتفين الأكثر شهرة وهما الآيفون 5، وجالاكسي سامسونج.
وأتضح من الدراسة أن كل الهواتف التي تصنع اليوم تقريبا تحتوي على نسب مختلفة من أربع مواد سامة، هي: البروم، والزئبق، والرصاص، والكلور، وهذه المواد الخطيرة قد تصبح آثارها الملوثة غاية في الخطورة أثناء دورة حياة المنتج واستعماله إذا لم يتم التعامل معه بالطريقة الصحيحة، وتشمل دورة الحياة هذه: استخراج المعادن، ثم معالجتها ودخولها في مرحلة التصنيع، مرورا بمرحلة عمل الهاتف مع المستخدم النهائي، وانتهاء بالتخلص من هذه الأجهزة.
وفي عام 2004 ظهرت دراسة تنص على أن ثلاثة أرباع نفايات الهواتف الإلكترونية تطلق كميات من الرصاص السام بعد التخلص منها لدرجة أنه يمكن تصنيفها ضمن النفايات الخطيرة على الصحة والبيئة.. ووجد في بعض المناطق بسبب النفايات الإلكترونية أن الرمال تحتوي مكونات كيميائية سامة أكثر بـ 100 مرة عن التربة العادية.
أما عن نتيجة الدراسة التي جرت على الهواتف النقالة والتي تقوم بترتيب الهواتف التي تمت عليها الدراسة فهي كما في الجدول التالي مرتبة من الأقل خطرا حتى الأعلى على حسب احتوائها على المواد الكيميائية (من 0 إلى 5. 0 الأقل خطرا – 5 الأكثر خطرا)..لكن الحقيقة هي أنه حتى أنظف الهواتف التي بين أيدينا تحتوي على الكثير من المواد السامة.
حيث حصل الهاتف موتورولا سيتريس Motorola Citrus على أفضل نتيجة كأقل هاتف نقال يحتوي على المواد السامة، بينما حصل الهاتف آيفون 5 على المركز الخامس كأنظف هاتف تنتجه أبل حتى الآن، وحصل هاتف سامسونج جالاكسي S3 على المركز التاسع.
وتم التنبه لهذا الأثر الكيميائي السام منذ فترة في الولايات المتحدة الأميركية مما دعا الحكومة الأميركية إلى تحريك مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حماية البيئة إلى دق ناقوس الخطر لاحتواء الأثر السام لهذه النفايات الإلكترونية القاتلة، والدعوة إلى تأسيس مراكز لتسلم النفايات الإلكترونية والتعامل معها بطريقة غير مضرة للبيئة والناس.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فيجب التنويه إلى أن هناك مناطق في عالمنا الآن يطلق عليها اسم المناطق الميتة، وهي مناطق دمرها البشر بواسطة نفاياتهم المختلفة (الكيميائية، الإلكترونية، البترولية، البلاستيك..إلخ) والتلوث الذي سببوه، وسميت بالمناطق الميتة لأنه لا يمكن أن تعيش فيها أي من الكائنات الحية بسبب نسبة التلوث العالية فيها.
ووجدت دراسة جديدة، أن 36 طرازاً من الهواتف الخلوية بينها “أي فون 5” و”سامسونج جالاكسي أس 3″، تحتوي على مواد كيميائية سامة.
وذكرت صحيفة “ديترويت فري برس” الأميركية أن الباحثين بمركز “اكولوجي أوف آن أربور”، وجدوا أن هذه الهواتف النقالة تحتوي على مواد كيميائية ساّمة، لكنهم لم ينظروا فيما إذا كان هناك خطر لتعرّض المستخدم لهذه المواد.
وركّز الباحثون على تحليل كيف أن هذه المواد المستخدمة بالهواتف النقالة قادرة على إحداث تلوّث عبر دائرة الحياة.
وقال الباحث جيف غيرهارت: “نحن لا نزعم وجود أية مخاطر لاستخدام هذه الهواتف النقالة”، لافتاً إلى أن المواد الخطيرة موجودة بشكل أساسي في “أحشاء” الأجهزة..وأضاف: “إن هذه المواد الكيميائية ترتبط بالتشوهات الخلقية ومشكلات صحية أخرى”.
وذكر أن الدراسة هدفت إلى إعلام المستهلكين أن الهواتف النقالة هي منتجات ذات كثافة كيميائية يمكنها إحداث تلوّث خلال تصنيعها وتلفها وإعادة تدويرها.
جدير بالذكر أن كل الهواتف تحتوي على مادة خطيرة واحدة على الأقل مثل الرصاص، والبروم، والكلور، والزئبق، والكادميوم.