الرومان أصل المصريين الجدد (الأقباط المسيحيين)، وتسبب طول مرحلة الاحتلال الروماني لمصر (ألف عام تقريبا) في تغلغل التأثير الجيني للرومان في دماء المصريين ، حيث تزاوج الرومان من المصريين وكانت النتيجة أجيال جديدة حملت ملامح مشتركة، ثم جاء الفتح العربي فتم طرد الرومان، واختلطت دماء القبائل العربية بالدماء المصرية ..بالتالي فالرومان والعرب، شركاء في الأصل الجيني لكثير من أقباط مصر الحاليين.
بالعودة إلي العصر الروماني -أطول عصور الاحتلال القديم لمصر- عندما تعرض المسيحيين المقيمين في مصر سواء من المصريين أو نتاج اختلاط الأنساب المصري الروماني، للاضطهاد الديني من الإمبراطورية الرومانية، هرب كثير من أبناء هذه الأجيال جنوبا إلي الصعيد ، وهو السبب في تركز المسيحيين في جنوب البلاد حتي الآن، خاصة (المنيا – أسيوط) !!
وبنظرة أكثر تفصيلا تاريخيا، نجد أن البطالمة الرومان حافظوا في البداية على سياسة سابقهم الاسكندر، وتمثلت في اكتساب حب المصريين والاختلاط بهم، واحترام عقائدهم مع انشاء مدن جديدة تستوطنها الجاليات الرومانية، انشئت عدة مدن في نواح متفرقة بين الشمال والجنوب، كمدينة “بطلمية” التي أسسها بطليموس الأول، مما أسهم في ظهور (العنصر الروماني) بكثرة في انحاء البلاد.
يظن الكثير من المصريين الجدد أن اللغة القبطية هي لغة الدين المسيحي أو أنها لغة من لغات مصر القديمة، أو أن لها علاقة باللغة المصرية الأم : الهيروغليفية .. والحقيقة أن هذه مجرد أكاذيب ضمن عمليات التشويه المنهجية لتاريخ مصر .
الحقيقة أنه ليس هناك شىء اسمه (اللغة القبطية) لكنها خرافة تكررت فى السنوات الأخيرة على مسامع المساكين، حتى ظن هؤلاء أن هناك حقاً ما يسمى باللغة القبطية!
الحقيقة هي؛ أنه فى مصر القديمة استعمل الناس لغتين، الأولى فى الكتابات المقدسة بالمعابد والمسلات والأهرامات، وهى التى أسماها اليونانيون (اللغة الهيروغليفية) وهى لغة معقدة، عميقة ، تشبه العربية الفصحي، واللغة الأخرى عامية مخففة بسيطة، استعملها الناس في الكتابة علي أوراق البردي في معاملاتهم اليومية وهي: الهيراطيقية..والهيروغليفية والهيراطيقية ليستا لغتين، لكنهما لغة واحدة ذات طريقتين فى الكتابة.
اللغة فى حقيقة أمرها، هى (الأصوات) التى يستعملها الناس، وهناك فرق بين المنطوق (اللغة) والمدوَّن (الكتابة) فقد تتغير طريقة الكتابة، وتبقى اللغة على حالها.
مثلما حدث فى تركيا بعد ثورة أتاتورك الملونة، فكان الأتراك يكتبون لغتهم بالحروف العربية، ثم صاروا يكتبونها بالحروف اللاتينية.. لكن (اللغة التركية) بقيت كما هى .. فقط اختلفت الحروف.
حكاية “الكتابة القبطية” تعود إلي القرن السابع قبل الميلاد، حيث استعمل الناس فى مصر، طريقة أخرى فى الكتابة، تسمى (الديموطيقية)..وفى القرن الثالث قبل الميلاد، تطورت الطريقة إلي الكتابة (القبطية) وهى تسمية لا دلالة لها، لأن (قبطية) تعنى مصرية وليست مسيحية! وهذه كلها خطوط مصرية (قبطية)، وطريقة الكتابة الديموطيقية ظهرت قبل الرسالة المسيحية بثلاثة قرون !
كثيرون منا اليوم، يظنون بالخطأ أن هذه (القبطية) هى لغة الكنيسة، ويقوم بعضهم بالتكلم بها فى بيوتهم! ظناً أنها لغة “المؤمنين الصادقين”، لقد خدعهم قدماء رجال الدين، وشجعوهم على هذا الفعل. وكتموا عنهم أنها ليست لغة وأنه لا ارتباط بينها وبين بالدين.
لكنها لغة وثنية رومانية الجذور استخدمها المصريون في عصور الانحطاط الديني بالتزامن مع الاحتلال الروماني، ولو أراد أحد نطق لغة دينية مسيحية، فعليه استخدام اللغة الآرامية (السريانية القديمة) لأنها اللغة التى تحدث بها السيد المسيح – عليه السلام، بالتالي : الآرامية أو (السريانية) لغة، واليونانية لغة، والعربية لغة.
أما “القبطية”، فهى ليست لغة أصلاً، وإنما هى طريقة كتابة، لجأ إليها المصريون (الوثنيون) قبل دخولهم المسيحية في عهد الحكم البطلمى، وهى كنظام كتابة (ملفق) يضم أربعة وعشرين حرف يوناني، وسبعة حروف مصرية قديمة.. واستعمل الناس هذه الطريقة فى الكتابة عدة قرون، ثم دخل المصريون فى الديانة المسيحية، ولكن ربط رجال الدين المسيحى، فى القرن الثالث الميلادى، بين الديانة وهذه الطريقة فى الكتابة.
فى منتصف القرن الخامس الميلادى، اختلف رجال الكنيسة فى مصر مع كنيسة اليونان (الملكانيين = الروم الأرثوذكس) فقرروا أن يستعملوا فى الصلوات وكتابة الأدعية الدينية : الكتابة القبطية.. وغرسوا فى نفوس الناس الوهم القائل إن (اللغة القبطية) لغة دينية.. ومع تكرار الوهم على الأسماع، ظن الناسُ أن الوهم حقيقة.
المستندات التاريخية تثبت أن أوراق البردى لا تضم فى معظمها نصوصاً قبطية إلا أقل القليل ، هو الذى كُتب بالطريقة (القبطية)، كما أن المصريين فى الزمن المسمى (القبطى) لم يقدموا أى إبداعات أو نصوصاً علمية أو أدبية أو فكرية، حتى تضمها البرديات المصرية المكتوبة فى هذه الفترة.. ولا نكاد نجد فيها إلا الأناجيل (الرسمية والممنوعة) والصلوات والأدعية.
أسفر الاختلاط السكاني بين المصريين والوافدين الجدد من بلاد اليونان وإيطاليا عن ظهور أشكال جديدة امتزجت فيها الملامح الإغريقية بالملامح المصرية، كما أدى إلى تغيير كبير في العناصر الفنية والثقافية في الفن المصري، وهو ما يتضح في ” وجوه الفيوم ” الشهيرة التي تم اكتشافها في مدافن مصرية بمحافظة الفيوم حيث كانت التوابيت مرسوم عليها وجوه الموتي، والغريب أن ملامح هذه الوجوه تقارب جدا ملامح أقباط مصر الحاليين..لكنها تختلف تماما عن ملامح وجوه المصريين القدماء، وهي الملامح التي تجسدها آلاف من الشخصيات التاريخية ، مثل ملوك مصر العظام :”مينا – آمنحوتب – أحمس الأول – إخناتون – سنوسرت الثالث – أوسركون – مرنبتاح – رمسيس الثاني والثالث – أبسماتيك الأول – نفرتيتي – نفرتاري – حتشبسوت – ميريت – توت عنخ آمون”.
وجوه الفيوم أو لوحات الفيوم أو مومياوات الفيوم أو لوحات مومياوات الفيوم هي مجموعة من لوحات الواقعية لشخصيات رسمت علي توابيت مصرية في الفيوم أثناء الوجود الروماني في مصر، عثر عليها في كافة أنحاء من مصر إلا أن منطقة حوض الفيوم شملت أغلب الاكتشافات ما جعلها تحمل هذا الاسم وتحديدا من منطقة هوارة وحتي أواسط مصر، وتميل الرسوم إلي الفن الإغريقي – الروماني ، بشكل مختلف عن فن الرسم المصري القديم.
ict-misr.com/wp-content/uploads/2018/04/مسئولية-المقالات-300x62.jpg" alt="" width="566" height="117" />