كان دخول الجنس العربي إلي مصر بكثافة واستيطان العائلات العربية خاصة في (شمال البلاد) مثل الشرقية والدقهلية والمنوفية – حاليا – له أشد الأثر في جينات المصريين ، وبالتالي ملامح وجوههم وطباعهم.
ووفقا لبحوث مؤسسة ” ناشيونال جيوجرافيك ” العلمية الكبري، وتحليلات الحمض النووي لعينات عديدة من أبناء مصر الحاليين تثبت إن الأصول العربية لمواطني “جمهورية مصر العربية” تصل إلي 17 % من العرب.
واثبت العلماء أن أصل سكان أوروبا يرجع إلى مصر منذ 55 ألف سنة.. وأبحاث وراثية ترجح: “المحروسة” بوابة انتشار “الإنسان العاقل” إلى جميع أنحاء العالم”، كان هذا هو عنوان البحث العلمي المذهل الذي نشر يوم الجمعة، 29 مايو 2015 ، علي صحف ” الديلي ميل ” البريطانية و” العربية ” و” الحياة ” و”اليوم السابع “، عن الدورية العلمية الشهيرة: American Journal of Human Genetics، وذلك تحت عناوين:”أم الدنيا” وبالدليل.. علماء يثبتون: أصل سكان أوروبا يرجع إلى مصر منذ 55 ألف سنة.. وأبحاث وراثية ترجح: “المحروسة” بوابة انتشار “الإنسان العاقل” إلى جميع أنحاء العالم والهجرات الأولى “للإنسان العاقل” .. جماجم وجينات أثبتت انتشار الإنسان من مصر في العالم
ونقرأ:”مصر أم الدنيا” جملة شهيرة اعتقادا كثيرا أنها مجرد اشعارات التى نرددها للتفاخر بماضينا الحافل بالإنجازات، إلا أن هذه المقولة حقيقة بعدما كشفت أبحاث وراثية جديدة أن أول هجرة للإنسان العاقل الذى استطاع الوصول إلى أوروبا وآسيا جاءت من الشمال عبر “مصر” منذ حوالى 55 ألف عام.
وهو ما يدل فى النهاية على أن أكثر الأوروبيين والآسيويين الذين يعيشون اليوم أقرب وراثيا لسكان مصر أكثر من إثيوبيا، ووفقا لما نشرته صحيفة “ديلى ميل البريطانية” فإن هذه الدراسة تشير إلى أن مصر هى المحطة الأخيرة للأشخاص الذين هاجروا من أفريقا منذ 55 ألف عام، وأنهم اتخذوا الطريق الشمالى من مصر إلى شبه الجزيرة العربية ثم إلى آسيا وأوروبا، وقال الدكتور توماس كيفيسيد، أستاذ “علم الإنسان” بجامعة كامبريدج البريطانية، وأحد المشاركين فى البحث: “نتائجنا تؤكد أن الهجرة الرئيسية من أفريقيا اتبعت الطرق الشمالية عبر مصر”.
بحسب كل من الدكتور “لوكا باجانى” المختص من جامعة كامبريدج بعلم الوراثة، والناشط مع معهد “ولكام تراست سانغر” البريطانى ، و الدكتور كريست تايلر- سيمث، من “معهد ولكام”:(أن النتيجة الأكثر إثارة من نتائجنا كشفت ما كان خفيًا عن تاريخ “أوراسيا” ومن فيها، وأدى إلى فهم أكثر “للتطور الذى حدث لمليارات من السكان” على حد ما قال فى البحث المتضمن نتائج فحوصات على جماجم لأسلاف فى أزمنة سحيقة).
وأضاف “من المثير أنه فى عصر الجينوم وDNA الذى يسمح لنا لاستكشاف وفهم الأحداث القديمة من قبل 60000 عاما”، وذلك فى إشارة منه إلى طبيعة وطرق هجرات “الإنسان العاقل” التى تعرف إليها معدو البحث من تحليل كامل “الجينوم” الوراثى المأخوذ عيناته من225 شخصا فى مصر وإثيوبيا، هذا الطريق الحديث يقع عبر جبال سيناء.
وأظهرت دراسات سابقة أن السكان الجدد فى هذه البلدان لديهم الجينات التى جاءت من غرب آسيا، لذلك فقد اقتنع الباحثون بهذه المساهمة الأوروبية الآسيوية الحديثة للجينوم المصري، ووجد الباحثون أن ما تبقى من مناطق “الجينوم” من العينات المصرية كانت السكان أكثر شبها بالذين يعيشون خارج أفريقيا من المناطق المتبقية فى عينات الإثيوبية.
وأكدوا أن المصريين القدماء هم أجداد الأوروبيين والآسيويين الذين انشقوا عن “الجينوم” المصري منذ حوالى 55000 سنة، وهو ما يشير فى النهاية إلى أن مصر كانت البوابة التى انتشر من خلالها الإنسان العاقل من أفريقيا إلى جميع أنحاء العالم.
الجينوم البشري Human genome: هو الوعاء الجيني أو كامل المادة الوراثية لشعب أو جنس بشري معين ، يتكون من (الحمض الريبوزي النووي) والذي يعرف اختصارا الدنا DNA. يحتوي الجينوم البشري على ما بين 20 – 25 ألف جين Gene (المورثات) موجودة في نواة الخلية ومرتبة على هيئة ثلاثة وعشرين زوجاً من الكروموسومات.
مصطلح “الإنسان العاقل” الوارد في البحث، يشير إلى جنس معروف باسم Homo Sapiens في علم الأحياء، وهو الوحيد الذي لم ينقرض من “تطورات” أشباه الحيوان، وآخرها إنسان “نياندرتال” الذي سبقه بأكثر من 300 ألف عام بالوصول إلى أوروبا ثم انقرض قبل 26 ألف سنة.
ثم ظهر الإنسان العاقل في أوروبا ، قادما على مراحل قادما عبر سيناء بحسب نتائج الفحوص على جماجم لأسلاف في أزمنة سحيقة، وبفحص جينات 225 مصريا واثيوبيا وجد أن طفرات أحماض الأوروبيين النووية بدأت براعمها من المصريين القدماء.
من “الجينوم” اتضح أن خارطة المصريين الوراثية شبيهة بما لسكان عاشوا خارج إفريقيا، أكثر من شبهها بخارطة الإثيوبيين، ومنها جينات سكان أوروبا وآسيا التي استمدت طفراتها من أسلاف عاشوا قبل 55 ألف عام، في حين تقاسم أولئك الأسلاف مع نظرائهم بإثيوبيا الحمضيات النووية نفسها قبل 65 ألف سنة، ثم حدث انشقاق بعد 10 آلاف عام من “عيش” جينومي مشترك، وهو ما أثبت أن مصر كانت على الأرجح البوابة التي عبر منها الإنسان العاقل لينتشر في العالم حتى أصبح أكثر من 7 مليارات الآن.
ننقل عن صفحة ” الهوية المصرية ” ما نشرته من صور تكشف التشابه ملامح المصريين القدماء بأحفادهم المصريين الجدد .
وإستندت الصفحة فيما أشارت إليه الدراسات العلمية الحديثه على الـ DNA والقياس الانثروبومتري ( قياس أبعاد الجسم البشري ) وقياسات العين والشعر والبشرة و الاسنان .. إلخ .
علي سبيل المثال: أمنحتب الثاني, الملك والقائد العظيم في أزهى عصور الإمبراطورية المصرية, خلفًا لوالده الملك تحتمس الثالث. الفريق عبد الفتاح السيسي, تقترب صفاته التشريحية كثيرًا من ملامح الملك أمنحتب الثاني, ومعظم ملوك الأسرة 18, بداية من جدهم الملك أحمس, طارد الهكسوس.
أوضحت تلك الدراسات ان على الرغم من كل الاحتلالات و الهجرات الأجنبية لمصر عبر التاريخ إلا إن الغالبية العظمى من المصريين الجدد مازالوا يحتفظون بغالبية الصفات الجينية للمصريين القدماء.
وتتلخص النتائج التفصيلية للدراسات فى تلك السطور الموثقة عبر دراسات علمية:
أولا: المصريين القدماء عاشوا فى أرضهم منذ عصر البليستوسين- من أكثر حوالى 15 ألف سنة، وهي المرحلة التي شهدت ازدهار الإمبراطورية المصرية الكبري، وبالتالي لم تشهد البلاد غزوات أو هجرات تسبب تغييرا في النمط الجيني، ذو الأصول الأفريقية بالأساس.
وأن مصر بحكم جغرافيتها التي جعلتها معزولة طبيعيا، إستطاعت ان تثبت أساس أنثروبولوجى جينى قاعدى قوي استمر لآلاف السنين بدون اى تغيير أو تأثر بأى شعوب أجنبية (وهذا واضح فى كل الرسومات والمومياوات والتماثيل طول فترة الحضارة المصرية القديمة)..بالتالى كانت القاعدة الجينية ( الجينوم الجمعي ) – قبل ظهور المسيحية والإسلام بـأكثر من عشرة ألاف عام – قوية وكافية لأن تصهر أى صفات وراثية وافدة فى أى مرحلة تالية نتيجة غزو أو هجرة.
ثانيا: أما بالنسبة للمصريين الجدد فإن نسبة ( 77.3 % ) منهم فقط يحملون نفس الصفات الجينية للمصريين القدماء، والنسبة الباقية نتيجة اختلاط الجينات والأنساب مع الصفات شعوب الشرق والغرب (جنوب وغرب أوروبا، ومنهم شعوب البحر ثم الرومان واليونانيين – الحيثيين الأتراك – العرب – اليهود – الأكراد – الفرس – الآشوريين العراقيين – الشوام – الفرنسيين – الانجليز .. إلخ ).
ويقول المؤرخ الكبير المقريزى، الذي عاصر حكم المماليك فى كتابه ”البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب”: ”اعلم أن العرب الذين شهدوا فتح مصر قد أبادهم الدهر وجهلت أحوال أكثر أعقابهم ، وقد بقيت من العرب بقايا بأرض مصر” (يقصد القبائل العربية الموجودة حاليا فى مصر).
ثالثا: اثبتت الدراسات أن توزيع فصائل الدم للمصريين الجدد يوضح إن الجماعات السكانية متجانسة تماما، وليس هناك أى فروق ذات دلالة إحصائية بين المسلمين والمسيحيين، الفحوص المقارنة للرأس ومقاييس الجسد (البشرة – الشعر – العين – الاسنان .. إلخ ) تتوصل دائما لنتائج متطابقة.
ونشر فى صحيفة الوفد بتاريخ الأحد, 14 فبراير 2016 وفي صحيفة الشروق بتاريخ الخميس 22 سبتمبر 2016 ، أن الدكتور وسيم السيسي – الباحث في علم المصريات – قام بتوثيق إعلامي للبحث الذي أجراه أستاذ بجامعة كامبريدج البريطانية، مارك جوبلينج، في مقالته بالمجلة الأمريكية للوراثة البشرية في 4 يونيو 2015، بعنوان «المصريون فينا جميعًا»، مؤكدًا أن المقالة أكدت أن جينات الأوروبيين والآسيويين مصرية الأصل، وأضاف «السيسي»، في لقاء ببرنامج «مساء القاهرة»، المذاع على فضائية «Ten»، أن المصريين انتشروا في العالم كافة من خلال جيناتهم التي انتقلت عبر أوروبا وأسيا، متابعًا: «مصر أم الدنيا جينيًا».
وأشار إلى إجراء بحث علمي آخر بين عامي 1994 و1999 على عينات من كثير من شعوب العالم منهم اليهود، والألمان، والمصريين؛ للكشف عن مدى تجانسها، لافتًا إلى إثبات البحث تجانس جينات الشعب المصري بالكامل، وأن غالبية جينات مسلمي وأقباط مصر متشابهة.
الخلاصة: المصريون الجدد هم أقرب لخليط جيني، من كل من: أحفاد المصريين القدماء – الأصليين، والمصريين الجدد – المسيحيين (خليط جيني مع الرومان)، والمصريين الجدد – المسلمين (خليط جيني مع العرب).
المصريون مختلطين جينيا مع شوائب ملوثة من شعوب البلاد التي احتلت مصر أو هاجرت إليها علي مر تاريخها الحديث الذي يبدأ منذ 3500 سنة ، بسقوط الحضارة المصرية نتيجة تسونامي بركان سان توريني (فرس – ترك – يهود – رومان – يونانيين – ليبيين – نوبيين – هكسوس – أعراب).
يبقي العنصر الأهم هنا هو الجينوم الرئيس أو المحتوي الجيني للمصريين وهو الأقوي مقارنة مع أي شعب آخر في الدنيا .. وكان هو السبب في الحفاظ علي وحدة وتماسك النسيج الجيني والاجتماعي للمصريين برغم كل التغييرات الظاهرية في الشكل والطباع.
ict-misr.com/wp-content/uploads/2018/04/مسئولية-المقالات-300x62.jpg" alt="" width="571" height="118" />