“إن ما فعله محمد صلاح لمصر أكثر مما فعله مجلس الوزراء بأكمله”.. مقوله رددها المهندس هاني محمود، وزير الاتصالات الأسبق، خلال مشاركته في القمة الدولية الثانية للعلاقات العامة “صوت مصر” الذى نظمته شركة “سي سي بلس”، للتعبير عن مدى الإعجاب بمدى النجاح الذي حققه لاعب ليفربول الإنجليزي لبلده قبل أن يكون لشخصه.
لك أن تتخيل تصدر صورة اللاعب محمد صلاح، عقب انتهاء مباراة مصر والكونغو المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا، للصفحات الرياضية بالصحف العالمية؛ مصحوبة بكلمة “اللاعب المصري” أو “المصري” والتي أشادت بما قدمه في مشواره الأوروبي الذي بدأ في نادي بازل السويسري مرورا بتشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا الإيطالي وروما الإيطالي ثم عاد مؤخرا ليسطر صفحات تاريخ جديدة مع نادي ليفربول الإنجليزي ويصبح هداف الدوري الإنجليزي حتى الآن.
الإنجازات التي يحققها محمد صلاح، الحائز على لقب أفضل لاعب في إفريقيا 2017 “جائزة BBC”، في أوروبا واقتران اسمه بكبرى الأندية الأوروبية وخاصة نادي ريال مدريد الإسباني أجبر الجميع أن يقفوا ليصفقوا له، تقديرا للدور الكبير الذي يقوم به للأندية التي يلعب باسمها.
البعض يرى أن هناك مبالغة في الاحتفاء باسم محمد صلاح ولكن هل لك أن تتخيل أنه كان في الماضي عندما يتم ذكر اسم مصر، فنجد الناس تتحدث عن أبو الهول والأهرامات والحضارة الفرعونية الممتدة منذ سبعة آلاف سنة، لكن هل هذا يكفى، أم إننا نحتاج إلى منتجات وإنجازات حديثة تعيد رسم وترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية خارجيا؟.
وفي الحقيقة هناك مئات الآلاف من المبدعين في مختلف المجالات، لكن كيف يتحول هؤلاء إلى مؤثرين في محيطهم الداخلي والخارجي، وهذا هو ما نجح فيه “صلاح” وأجبر الميديا ووسائل الإعلام للحديث عنه خاصة وأنها المفتاح الأساسي للماركات التجارية أو البراندات.
نحن في أمس الحاجة إلى صناعة الرموز التي تحسن من الصورة الإيجابية لها خارجيا، وذلك بعد النجاح الذي حققه صلاح ومن قبله كان البطل الأولمبي محمد رشوان، الذى حقق لمصر ميدالية فضية في أولمبياد عام ١٩٨٤، على الرغم من أنه كان قادرا على تحقيق الميدالية الذهبية إذا ضرب خصمه في المنطقة المصاب فيها، لكنه، لم يفعل ذلك من منطلق التزامه بالأخلاق الرياضية، وعندما عرف اليابانيون هذه القصة زادت نسبة سائحيهم إلى مصر ٣٠٠٪ بعد هذه الواقعة.
ما أريد أن أكد عليه في النهاية، هو أن مصر في حاجة إلى قدوة يسير خلفها الشباب، ويرفع اسم مصر عاليا في كل مكان.
www.ict-misr.com