أكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، أن الهيئة تتبنى رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى صياغة مستقبل قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر، من خلال ركائز أساسية تشمل دعم الشركات المحلية، وتحفيز نمو الشركات العالمية، ومضاعفة صادرات الخدمات الرقمية والتعهيد.
وشدد الظاهر على أن تنمية الشركات الناشئة المصرية تمثل المحرك الجوهري للابتكار المستدام والنمو القائم على المعرفة، مع تركيز خاص على دعم المهنيين المستقلين كعنصر فاعل في سوق العمل الرقمي العالمي الذي تمثل فيه المهارات البشرية المصرية الميزة التنافسية الأبرز إقليميًا ودوليًا.
كما كشف الظاهر أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً نوعياً نحو دعم شركات التكنولوجيا العميقة والذكاء الاصطناعي، مع توسيع نطاق برامج بناء القدرات لتشمل المحافظات المختلفة عبر مراكز إبداع مصر الرقمية “كريتيفا” لتحقيق اللامركزية في ريادة الأعمال.
جاء ذلك تعليقاً على احتفاء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) بمرور ثلاث سنوات من الشراكة الاستراتيجية المثمرة مع شركة “500 جلوبال” العالمية.
حيث استعرضت الجلسة الحوارية التي جمعت المهندس أحمد الظاهر مع بيدي يانغ، الشريك الإداري لشركة “500 جلوبال”، وأمل عنان، شريكة الشركة في مصر، نموذجاً رائداً للشراكة بين القطاعين العام والخاص نجح في نقل أفضل الممارسات العالمية إلى السوق المصري، وهو ما تجسد في برنامج “معسكر فرق إدارة مسرّعات أعمال الشركات الناشئة” (BAM) الذي أحدث تأثيراً مضاعفاً (Multiplier Effect) عبر رفع كفاءة 126 مديراً يمثلون أكثر من 55 مسرعة أعمال، مما انعكس إيجاباً على جودة مخرجات المنظومة بالكامل.
وأسهمت هذه الجهود المتواصلة في استفادة 197 شركة ناشئة من برامج التسريع والإرشاد مثل “Seed Bootcamp” و”Scale Up”، وهو ما مكن مؤسسي الشركات من جذب تمويلات تجاوزت 54 مليون دولار، بالإضافة إلى استثمارات مباشرة بقيمة 6 ملايين دولار من “500 جلوبال”، فضلاً عن تحقيق صفقات تخارج واندماج ناجحة لشركات واعدة مثل “أوركاس” و”هتلاقي”، وتوفير أكثر من 1300 فرصة عمل تكنولوجية، مما يرسخ مكانة مصر كأحد أكثر النظم البيئية تطوراً وحيوية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
من جانبها، أعربت بيدي يانغ عن فخرها بنجاح هذه الشراكة التي تجاوزت كافة التوقعات، مؤكدة أن “500 جلوبال” تؤمن بقدرة الشركات الناشئة المصرية على قيادة التحول التكنولوجي في المنطقة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي التي بدأت الشركة الاستثمار فيها فعلياً داخل مصر.
واشادت يانغ بالمرونة الحكومية التي مكنت المواهب المصرية من الوصول إلى شبكات الابتكار العالمية وتحويل الأفكار الابتكارية إلى كيانات اقتصادية قادرة على التوسع والنمو الدولي، مما يضمن استمرارية تصدر مصر للمشهد الريادي في القارة السمراء والمنطقة العربية.
