كتب: خالد أبو المجد
“عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجئ من بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها، عزيزة صواريها، وقد تكون مخضبة بالدماء، ولكننا ظللنا نحتفظ برؤوسنا عالية في السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة”..كلمات خالدة من خطاب الزعيم الراحل محمد أنور السادات، جسدت بإختصار ذكريات كل منا حول نصر أكتوبر 1973 العظيم الذى أعاد لمصر مكانتها وللأمة العربية مهابتها.
قادة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانت لهم أيضاً ذكرياتهم التي لا تنسى خلال حرب العاشر من رمضان، نسرد بعضها على صفحات “المشهد” …
الدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات الأسبق وصف نصر أكتوبر بالمفاجأة المفرحة التي أعادت الثقة وأزالت حوائط المستحيلات والاستسلام للهزيمة، وأرست الكثير من القيم التي من الممكن ان يبنى عليها أسس الأمم القوية الأبية العظيمة.
وأضاف: من مكتسبات نصر أكتوبر العظيمة ورسائله الإيجابية إنفتاح القوات المسلحة على كافة التخصصات، وبث روح النصر فى القلوب، وإعادة الثقة فى التغطية الإعلامية الوطنية.
أسماء حسنى الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” قالت: خلفية عائلتى العسكرية جعلتنى أرى الإنتماء والوطنية متفشية فى الشعب المصرى خلال حرب أكتوبر 73، رأيت أهلى يتبرعون بأموالهم وحليهم لدعم الحرب، لم أنسى لحظة صورة أبى رحمه الله وهو يحتضنا مرتدياً ثياب الجندية وسواره المتدلى منه رقمه العسكرى ذاهباً للحرب مدافعاً عن الوطن .. ونحن وهو لا ندرى أنلتقى ثانية أم لا.
وأعربت رئيس إيتيدا عن استياءها من تجاهل المنظومة التعليمية لأهمية غرس القيم الوطنية المتمثلة فى النشيد الوطنى وتحية العلم فى المدارس، ومن كافة أشكال وصور نكران الجميل والتطاول على المؤسسة العسكرية التي تبذل الروح والغالى والنفيس لحماية الشعب وصون تراب الوطن.
المهندس هاني محمود وزير الاتصالات الأسبق أكد: كنت طالباً فى الفرقة الأولى بالثانوى، وسمعت الخبر أثناء عودتى من المدرسة، كانت فرحة النصر بعد الإنكسار لأعوام طويلة، لم نصدق فى البداية إلا أن المحطات الأجنبية صدقت على أخبار الإذاعة المصرية.
وأضاف: الشعب كان على مستوى المسئولية والوعى لدرجة أنه لم تسجل حالة سرقة واحدة خلال فترة الحرب، والآن نحن فى أشد الحاجة إلى إستلهام روح أكتوبر التي خلقت خلال الحرب وعادت مرة أخرى متجسدة فى الملايين التي خرجت فى ثورة 30 يونيو 2013 .
الدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى الأسبق للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات يسترجع ذكرياته مع نصر أكتوبر قائلاً: كنت طالباً فى الفرقة الأولى بالجامعة، وحدثت الحرب قبل الدراسة بأيام، والفترة من 67 حتى 73 كانت “سنين صعبة”.
ويكشف: والدى كان يعمل بهيئة قناة السويس، وكانت أسرتي ضمن الأسر التي تم تهجيرهم من المدينة الباسلة، وخلال حرب أكتوبر كانت “البلد غير البلد” والشعب على أعلى درجات الالتزام، ومن شدة سعادتي بالحرب والعبور تطوعت ضمن كثيرين في المقاومة الشعبية.
المهندس خالد نجم وزير الاتصالات الأسبق قال: فخور بأنى عاصرت هذه الفترة المضيئة في حياة مصر، لا زالت كلمات الزعيم الراحل أنور السادات تتردد على مسامعي: “لقد اصبح لدينا درع وسيف”..ليس لمصر وحدها بل للأمة العربية كلها.
الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات الأسبق قائد أحد السرايا بحرب أكتوبر، يؤكد: زميلي في الكلية ظل يبكى حتى أغشى عليه عقب سماع بيان الانسحاب فى حرب 67، إلا أن الروح والحماسة تبدلت وتجلت في أبهى صورها خلال حرب العاشر من رمضان.
وأضاف أنه لم يكن هناك أي نوع من أنواع الترفيه، وصرح: أحد الجنود تم تحديد موعد زفافه يوم 22 أكتوبر، ولم يكن هناك أي وسيلة لإلغائه أو تأجيله، فسمحت له بالأجازة لمدة 24 ساعة ليتم زفافه وعودته صباح اليوم التالي.