الإنترنت شبكة عالمية غير مركزية، لا توجد دولة واحدة تتحكم بها، ولا يوجد مبنى أو مكان معيّن قد يؤدي قصفه إلى تعطّل الإنترنت بشكل كامل حول العالم.
البُنية التحتية المُشغّلة للإنترنت مُصممة بطريقة تأخذ بالحسبان الأعطال والكوارث الطبيعية وما شابه، بحيث لا تتوقف عن العمل بسبب الأعطال والكوارث، فهي موزّعة جغرافيًا حول العالم بطريقة تسمح باستمرار تشغيل الخدمات المطلوبة حتى في حال تعطُّل جزء منها.
شركات الإنترنت الكبرى مثل جوجل وفيسبوك وحتى كورا وغيرها من ملايين مواقع الإنترنت، تعمل على بُنية تحتية موزعة جغرافيًا، وهناك مئات النسخ من كل الخدمات والمعلومات المُخزنة فيها، محفوظة في أماكن مختلفة من قارّات العالم الخمس.
قد تكون نقطة الضعف الكبرى للإنترنت هي الكابلات البحرية التي تُساهم في الربط بين قارّات العالم، فلو افترضنا قطع كل هذه الكابلات دفعة واحدة فهذا سيؤدي إلى منع نقل وتبادل البيانات، يعني عمليًا إيقاف الشبكة عن العمل.
يوجد تحت مياه البحر أكثر من 550 كابل للانترنت، الوصول إليها وتدميرها كلها هو عملية صعبة ومُعقّدة، كما أنها ليست أهدافًا يمكن ببساطة قصفها من بعيد لتدميرها.
حرب عالمية كبيرة قد تؤدي إلى تعطّل الخدمة جزئيًا أو كليًا في مناطق جغرافية أو دول معينة، أو تعطّل لمواقع الإنترنت الموجودة على خوادم غير موزّعة جغرافيًا، لكن يصعب أن نرى سيناريو يجري فيه (تدمير) شبكة الإنترنت بالكامل، باستثناء سيناريو مُرعِب يُدمّر الأرض بمن عليها وما عليها، وحينها لن نكون موجودين لنفتقد شبكة الإنترنت أساسًا.