أخبارالأرشيفتقارير
أخر الأخبار

“هوس الشهرة وحمى التميز”: ظاهرة النصب بالأرقام المميزة تسحب الضحايا إلى فخ النصب

الباحثين عن التميز يسعون لبناء صورة فاخرة على "إنستجرام" أو "تيك توك"

الاستماع للخبر

في عصر يسعى فيه البعض للتميز حتى في أدق التفاصيل، لم تسلم حتى أرقام الهواتف المحمولة من هوس التميز والرغبة في الظهور، ومع تصاعد الطلب على ما يعرف بـ”الأرقام الماسية” أو “المميزة”، وجدت شبكات النصب والاحتيال في هذه الظاهرة بابًا ذهبيًا للإيقاع بضحايا جدد، مستغلين منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المالية في الترويج لخدع محبوكة تنتهي غالبًا بسرقة الأموال والبيانات..”آى سى تى-مصر” ترصد هذه الظاهرة.

بدأت الظاهرة على استحياء خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى نمط متكرر من عمليات النصب، يستهدف فئة بعينها: الباحثين عن التميز، سواء كانوا مشاهير أو شبابًا يسعون لبناء صورة فاخرة على “إنستجرام” أو “تيك توك”.

يروج النصابون لما يسمى بـ”الرقم الماسي” أو “الرقم السوبر”، وهي أرقام سهلة الحفظ، أو تتضمن تكرارات جذابة مثل (555 5555) أو أرقام متسلسلة، وغالبًا ما تُعرض بأسعار تبدأ من آلاف الجنيهات وتصل إلى عشرات وربما مئات الآلاف، مع وعود بأنها حصرية وغير متاحة بالسوق، لكن خلف هذه العروض البراقة، تختبئ سلسلة من الممارسات الاحتيالية: دفع مسبق عبر المحافظ الإلكترونية، تحويلات بنكية إلى حسابات وهمية، أو حتى روابط “إنستاباي” مزيفة تُستخدم لسرقة بيانات المستخدم.

حكايات من الواقع

(م. ع)، شاب عشريني من القاهرة، وقع في فخ إحدى هذه الإعلانات عبر “فيسبوك”، يقول: “وصلني إعلان مغرٍ عن رقم ماسي مقابل 10000 جنيه مع تسليم فوري، تواصلت مع المعلن وأرسل لي رابط إنستاباي لدفع العربون، وبعد التحويل، اختفى تمامًا، وحُظر رقمي.”

حالة أخرى لسيدة أعمال حاولت شراء رقم مميز لابنها بمناسبة تخرجه، ودفعت مقدمًا 20% من القيمة عبر محفظة إلكترونية، وبعد أيام، تبين أن الرقم “قيد الاستخدام” ولم يتم حجزه لها كما وُعد.

من “وهم التميز” إلى “التحصيل الرقمي”

بحسب ما رصدته “جيل الغد“، فإن النصب يتم عبر مراحل دقيقة تبدأ من بناء صفحة مزيفة تحمل شعار إحدى شركات المحمول، ونشر عروض جذابة بأسعار أقل من السوق، ثم يُطلب من الضحية التحويل السريع لتأكيد الحجز، وغالبًا ما تُستخدم روابط إنستاباي أو تطبيقات دفع إلكتروني يصعب تتبعها، وفي أحيان أخرى، يتم إرسال صورة مزورة لعقد الشراء أو “طلب رسمي” يبدو قانونيًا، لإضفاء المصداقية.

ورغم تزايد الشكاوى، إلا أن كثيرًا من هذه الإعلانات لا تزال تجد لها مكانًا على منصات مثل “فيسبوك” و”تيك توك”، بل وتظهر أحيانًا كمحتوى مروج رسمي، ووفقًا لمسؤول بأحد شركات الاتصالات (طلب عدم ذكر اسمه)، فإن “الرقم الماسي” لا يتم بيعه خارج القنوات الرسمية، وأي عروض تتم عبر منصات التواصل هي نشاطات مشبوهة لا علاقة للشركة بها.أغلب التحويلات المالية التي تُستخدم في هذه العمليات تتم من خلال محافظ إلكترونية، نظرًا لصعوبة تتبعها مقارنة بالحسابات البنكية التقليدية، ما يُعقد عملية استرداد الأموال لاحقًا، كما يُلاحظ استخدام روابط “إنستاباي” بكثافة، وهي خاصية تتيح مشاركة رابط دفع مباشر مرتبط برقم هاتف، ما يسهل النصب عند استخدام حسابات بأسماء وهمية أو مسروقة.

وفي ظل تصاعد الظاهرة، يطرح السؤال نفسه: أين دور الجهات التنظيمية؟، ويؤكد مصدر بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن الجهاز يراقب مثل هذه الأنشطة ويشجع المواطنين على الإبلاغ عبر الرقم المختصر ١٥٥ أو الموقع الإلكتروني للجهاز، مشيرًا إلى أن الشركات الأربعة (فودافون – أورنچ – اتصالات – وى) لديها سياسات رسمية لتسعير وبيع الأرقام المميزة، ولا يتم التعامل مع وسطاء.

وبحسب الخبراء؛ لا تزال هناك حاجة إلى حملات توعية إلكترونية موجهة لفئة الشباب، وضوابط أكثر صرامة على المحافظ الإلكترونية، مع إلزام المنصات بإزالة الإعلانات الاحتيالية فورًا..وتنصح “جيل الغد” لتجنب الوقوع في الفخ بعدم الوثوق في أي جهة تروج لرقم مميز عبر وسائل التواصل دون قناة رسمية، وعدم تُحويل أي مبالغ مقدمًا إلا من خلال فروع الشركات أو تطبيقاتها الرسمية، مع التحقق دائمًا من صحة رابط الدفع والجهة المرسلة.في حالة التعرض للنصب، المبادرة بإبلاغ الشرطة الإلكترونية والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.

error: Content is protected !!