“للوهلة الأولى قد يبدو الأمر طبيعياً ومنطقياً، الأحداث تدور بشكلها الطبيعى، ولا شئ يدعو للريبة، كل شئ مفسر وواضح ويراه الجميع ويؤمن به إلى حد اليقين، لكن لو أغمضت عينيك قليلاً ستكتشف أنك كنت لاترى، أو بمعنى آخر تشاهد الأحداث التى وضعت لك، فخلف الكواليس أصابع تحرك “عرائس الماريونيت” كى تشاهده بالشكل الذى جعلك تضحك تارة وتغضب وتصفق تارة أخري دون أن تدري، ونحن سنحاول رفع الستار عما يحاك بعيداً عن الاعين كى ترى الحقيقة كما هى لا كما يريدونك أن تراها..أو بمعنى أدق: كما رسمت لك”.
كانت هذه مقدمة كتاب: “لعبة السياسية..الوهم والحقيقة”، لكاتبه اللواء دكتور وائل الشهاوي، والذى تم إصدار الطبعة الأولى منه فى 2020، من دار النيل للطباعة والنشر.
وأهدى الشهاوى عصارة جهده إلى: “كل من حرص على الحفاظ على هذه الأرض، وعمل على إعمارها وصانها من كل حاقد، وإلى رجال ونساء وأطفال هذه الارض الذين ضحوا بشتى السبل دفاعاً عنها، إلى أبي..أحد أبطال قواتنا المسلحة الباسلةن وإلى كل شرفاء هذه الامة ورجالها الرائعين، الذين يعبرون باقدارهم دون إنحناء..إلى كل هؤلاء أهدي جهدى هذا عرفاناً بدورهم فى التاريخ وإعترافاً بشهامتهم وغيرتهم على هذا الوطن وهذه الامة”.
ويقول الدكتور الشهاوي: ما أشبه اليوم بالبارحة:
كانت إسرائيل تعترض بشدة على إخلاء المستوطنات التى اقامتها فى سيناء حتى إنها كانت ترى إنه يجب أن تظل هذه المستوطنات حتى بعد إقرار السلام مع مصر، وكان هناك مشروع “ويزمان” وزير دفاع إسرائيل عام ١٩٧٧ والذى يرى إنه لنجاح مفاوضات السلام فإنه يجب تعديل الحدود مع مصر وضم منطقة مستوطنة “ياميت” جنوب رفح إلى الأراضى التى احتلتها إسرائيل مع ضم مطارى رفح فى شمال سيناء ورأس النقب جنوب سيناء.. وبالطبع تم رفض هذا الأقتراح لتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وقد ذكر المشير الجمسى فى مذكراته: “كان معنى رفض الجانب المصرى لهذا الاقتراح أننا لا نوافق على بقاء مستوطنة ياميت والمطارين لأن ذلك يتعارض مع الإنسحاب الإسرائيلى الشامل من سيناء، وقد رفض الرئيس السادات بشدة بقاء أى مستوطنة أو وجود اسرائيلى داخل سيناء بعد توقيع اتفاقية السلام، وهو الأمر الذى تم بعد ذلك والصورة توضح إجلاء المستوطنيين اليهود من مستوطنة ياميت وقاموا بتدميرها بعد رحيلهم وكان ذلك نهاية للإحتلال الإسرائيلى فى سيناء”.
وفى كتابه الذي تم طباعته فى 350 صفحة يستمر الكاتب فى سرد أحداث وقعت بالفعل برؤيتها الحقيقية والتى تخالف إلى حد بعيد الصورة والوهم الذي تم تصديره وإقناع البعض به، بل ومن المدهش والعجيب أن أغلب توقعات الكاتب لما قد يحدث مستقبلاً..حدث ويحدث بالفعل.
الكتاب متاح الآن فى طبعته الثالثة بعد نفاذ الطبعتين الاولى والثانية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الـ 56 ، من خلال دار التحرير للنشر والطباعة، كما يتاح أيضاً خدمة الشحن والتوصيل.