أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في مجال الأمن السيبراني، عبر تبادل المعلومات والتعاون في التدريب وتنسيق الاستجابة للحوادث الإلكترونية، إضافة إلى دعم الشركات الناشئة العربية في مجال التقنيات الرقمية.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة التاسعة من المؤتمر العربي لأمن المعلومات، المنعقد بالقاهرة تحت شعار “دور الذكاء الاصطناعي في الدفاع السيبراني” يومي 7 و8 سبتمبر 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء العرب والدوليين.
التهديدات السيبرانية تتصاعد مع التحول الرقمي
أوضح وزير الاتصالات أن العالم يشهد تحولات رقمية غير مسبوقة، صاحبتها تحديات سيبرانية كبرى مع توسع الاقتصادات الرقمية واعتماد المؤسسات على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنى التحتية العابرة للحدود.
وأشار إلى أن الهجمات الإلكترونية لم تعد تستهدف الأنظمة فقط، بل تهدد ثقة المواطنين وسيادة الدول واستقرار القطاعات الحيوية.
وكشف عن تقارير دولية تؤكد أن العالم يتعرض لهجمة فدية كل 11 ثانية، وأن أكثر من 300 مليون شخص وقعوا ضحية هجمات إلكترونية في 2023، بينما بلغت الخسائر العالمية للجرائم السيبرانية نحو 9.5 تريليون دولار في 2024 بزيادة سنوية تفوق 15%.
الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني (2023-2027)
استعرض طلعت محاور الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني التي أطلقها المجلس الأعلى للأمن السيبراني، وتشمل:
تحديث التشريعات وتعزيز الصلاحيات التنظيمية.
نشر الثقافة المجتمعية حول الحماية الرقمية.
بناء مراكز الاستجابة للحوادث الإلكترونية.
حماية سلاسل الإمداد والبنى التحتية.
تشجيع البحث والابتكار في التشفير والتقنيات الآمنة.
تعزيز التعاون الدولي عبر الاتفاقيات وتبادل الخبرات.
نقص عالمي في الكوادر السيبرانية وبرامج مصرية للتدريب
لفت الوزير إلى أن العالم يعاني نقصاً يتجاوز 3.5 مليون وظيفة شاغرة في مجال الأمن السيبراني، مؤكداً أن وزارة الاتصالات أطلقت برامج تدريبية متخصصة تستهدف بناء قاعدة من الكوادر عالية التخصص لتأمين الفضاء الرقمي المصري، خصوصاً في القطاعات الحيوية.
وأضاف أن البرامج تشمل مختلف الشرائح المجتمعية والجهاز الإداري للدولة، بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
إنجازات مصرية على الساحة الدولية
أشار طلعت إلى فوز الفريق المصري بالمركز الأول في أكبر المناورات السيبرانية الدولية خلال مؤتمر ومعرض الخليج لأمن المعلومات بالإمارات، متفوقاً على فرق من 138 دولة.
المؤتمر منصة عربية للحوار وتبادل الخبرات
من جانبه، أكد الدكتور بهاء محمد حسن، مؤسس ورئيس المؤتمر، أن المؤتمر العربي لأمن المعلومات تحول إلى منصة إقليمية للحوار وتبادل الخبرات، مشيراً إلى أن الجرائم الإلكترونية أصبحت عابرة للقارات، ما يستدعي صياغة رؤية عربية مشتركة لتعزيز الأمن الرقمي.
وأضاف أن المؤتمر، عبر 9 دورات، ساهم في تأهيل جيل من الخبراء الشباب الذين يمثلون اليوم ركيزة أساسية لقطاعات الدولة المختلفة بما في ذلك البنوك والخدمات العامة.
فعاليات المؤتمر: تتضمن الدورة الحالية جلسات متخصصة حول: (الأمن السيبراني الصناعي، حماية الهوية الرقمية، الجرائم الإلكترونية، أمن البيانات الضخمة، استراتيجيات حماية البنى التحتية).
كما يشهد المؤتمر إطلاق بطولة Arab Security Cyber WarGames Championship، لمحاكاة هجمات إلكترونية واقعية بمشاركة فرق متخصصة من مؤسسات وشركات إقليمية ودولية.
حضور رفيع المستوى
شهدت فعاليات الافتتاح مشاركة: د. أحمد خطاب، مدير المعهد القومي للاتصالات، د. شريف حازم نور الدين، وكيل محافظ البنك المركزي للأمن السيبراني،م. وليد زكريا، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للأمن السيبراني..إلى جانب نخبة من صناع القرار والخبراء العرب والدوليين وممثلي المؤسسات الإقليمية.
