أخباراتصالاتالأرشيفمقالات
أخر الأخبار

خالد أبو المجد يكتب: 164 قرش..!!

الاستماع للخبر

أصبح البريد المصري حالياً منفذاً أساسياً للخدمات الحكومية للمواطنين، وتعددت الخدمات التي يقدمها البريد حتى اصبح من الطبيعى أن تشاهد إقبالاً متزايداً من المواطنين علي منافذه المنتشرة فى كافة ربوع الجمهورية، وكذلك اصبح مشهد الطوابير الممتدة أمام شبابيك الخدمة أمراً معتاداً حتى فى المناطق النائية والمترامية.

وخلال فترات العمل لاتتوقف طلبات وآمال وتمنيات وطموحات البريديين والعاملين بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يوماً، وهى طلبات وآمال السواد الاعظم فيها مشروع فيما عدا بعض النداءات أو الاحتياجات التى تعد فردية أو شخصية، معظمها ينصب حول زيادة الأجور أو الحواز أو التسريع فى صرف بند معين..وهكذا.

الغريب فى الأمر هو ما صادفنى خلال تصفحى لصفحات العاملين بالهيئة القومية للبريد أمس، حيث أستوقفنى “بوست” أراه عجيباً من وجهة نظرى يتحدث فيه كاتبه عن “أمنية” يوجهها إلى الدكتورة داليا الباز رئيس مجلس إدارة البريد الجديدة، ويقول المدون فى تغريدته: “أتمنى أن يتم صرف أقلام للعاملين، لأن شرائهم للأقلام من رواتبهم ومستحقاتهم يمثل عبئاً غير جيد فى ظل ضغوط الحياة الاقتصادية الحالية”.

بالطبع يعد هذا المطلب غريباً على قارئيه، فليس من المعقول ألا توفر هيئة وكيان عملاق بحجم البريد المصري “قلم” للعاملين وآخر للمواطنين على “شبابيك الكاونتر” أسوة بكافة الجهات الخدمية وعلى رأسها المؤسسات المالية كالبنوك، خاصة إذا كانت الأمور تستدعى إمضاءات وخلافه سواء من العملاء أو الموظفين.

الأغرب من ذلك أن التعليقات على البوست أكدت أنه بالفعل الموظفين يقومون بشراء الأقلام التي يستخدمونها من ميزانيتهم الخاصة، بل إن أحد المعلقين تجاوز ذلك إلى أن رباط النقود “استك الرزمة” غير متوفر ويقوم هو بنفسه بشراء “كيس الأساتك” من حسابه الشخصي.

أحد المعلقين قال: “كنا قديماً يتم صرف مبلغ 164 قرش شهرياً لنا لشراء الاحتياجات الخاصة بالشؤون الادارية، إلا أن صرف هذا المبلغ كان يستوجب سلسلة من التوقيعات والاجراءات المعقدة، ولذلك كان الجميع يستعيضون عن تلك التوقيعات والاجراءات بشراء إحتياجاتهم من أموالهم الشخصية”.

صغائر الأمور لاتوقف مسيرة الركب، فالعاملين يتخطونها بإجراءات شخصية، ولكن الاهتمام بها يبعث فيهم روح التفانى فى العمل، ويجعلهم يشعرون بمدى إهتمام رؤسائهم ومديريهم بهم وبأحوالهم، وأنهم ليسوا مجرد “تروس” فى آلة حديدية من المفترض أن تعمل بلا كلل أو ملل أو توقف..ودون طلبات أو شكاوى.

أغلب ظنى أن هذه الأمور لن تمر مرور الكرام من تحت أعين رئيسة البريد الجديدة والتى يتوسم فيها العاملون أن تحقق لهم كل طلباتهم، حتى أنهم من شدة تفائلهم أطلقوا عليها سريعاً لقب “سيدة البريد الأولي”.