أخبارمقالات

خالد أبو المجد يكتب: “القبلـــــة الجنــــوبية”

الاستماع للخبر

نحو 50 يوماً فقط تفصلنا عن تفعيل قيادة مصر ورئاستها للاتحاد الأفريقى فى دورته القادمة التى تحمل الرقم 31 للعام 2019، بعد أن وافق قادة دول الاتحاد الأفريقي في جلستهم المغلقة بالإجماع على إنتخاب مصر رئيساً تقديرا لدورها الريادي في القارة الأفريقية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وبعد طول غياب قررت القيادة المصرية أن تيمن وجهها شطر القبلة الجنوبية. فخلال الحفل الختامى لمنتدى شباب العالم الذى إنعقد بمدينة شرم الشيخ قرر الرئيس السيسى إعلان مدينة أسوان المصرية عاصمة لشباب أفريقيا، وأن يتم انطلاق هذا العام منتدى الشباب العربى والأفريقى بأسوان.

ومنذ أيام قليلة فازت مصر بعضوية المجلس الإداري للاتحاد الدولي للاتصالات عن قارة أفريقيا للفترة من 2019 حتى 2022، كما فاز المرشح المصري الدكتور السيد عزوز نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بعضوية لجنة لوائح الراديو بالاتحاد الدولي للاتصالات كممثل عن القارة الأفريقية.

خلال العام الماضى توصل البريد المصرى أثناء إجتماعات الاتحاد الافريقي بالعاصمة الكينية نيروبى لإتفاق يقضى بأن تكون مصر مركزاً لوجستياً للخدمات البريدية للدول الأفريقية لأول مرة فى التاريخ، كما تم الإتفاق على إرسال كافة البعثات الإفريقية للتدرب بالمركز الدولى للتدريب بالقاهرة، والذى تم إعتماده من قبل اتحاد البريد العالمى.

ما سبق ذكره يعنى إنطلاق المد المصري جنوباً، وإعتلاء مصر لمكانتها الطبيعية داخل القارة السمراء الواعدة، وترسيخ ريادتها وقيادتها، وتعظيم دورها القيادى المنوط بها تجاه أفريقيا، كما يفرض تحديات كبيرة خاصة فيما يخص القطاع التكنولوجي المصري، من تعاون وتكامل وتبادل الإستثمارات فى المجالات التى تتفوق فيها صناعة التكنولوجيا المصرية مثل إمتيازها فى خدمات التعهيد والكول سنتر وتميزها الجغرافى فى صناعة الكوابل البحرية.

ومن الضرورى أن تهتم إستراتيجية القطاع التكنولوجى المصري خلال العام 2019 بالبعد الجنوبى بأفريقيا، الذى أراه ملفاً أهمل كثيراً فى الماضى، ومن الحرص على إختراق القارة تكنولوجياً بأذرع الصناعات التكنولوجية المصرية المتميزة، وتوطين التغلغل التقنى المصرى بمفاصل القارة البكر، بإستخدام المنتجات المصرية الصنع ذائعة الصيت مثل الهاتف المحمول المصري “سيكو”، أو عن طريق الدعم الفنى واللوجيستى بالقيادات الشابة الفتية المبدعة التى تذخر بها الكنانة.

وبحكم ميزاتها الجيوبلوتيكية التى حباها الله بها من الممكن أن تصبح مصر حلقة الوصل وبوابة عبور التكنولوجيات الأوربية الوافدة أو من عمالقة الصناعة فى الهند والصين إلى العمق الأفريقي، ناهيك عن المردود الاقتصادى والمعنوى واللوجيستى جراء هذه الخطوة.