أخبارمقالات

(دماغيات) خالد أبو المجد: “رفقاً بنا ياريهام”

الاستماع للخبر

أول أكسيد الكربون والقطران والزرنيخ هى المكونات الاساسية لدخان “الشيشة”، وعندما تدخن الشيشة بعمق لمدة ساعة فكأنك تقوم بتدخين من 100 إلى 200 سيجارة عادية، وهذا الدخان الذى يحوى المكونات السابق ذكرها يسبب الإصابة بسرطانات الفم والرئة والمثانة، وذلك بالطبع يزيد عند إضافة مكسبات الطعم الحديثة..هذه هى بعض نتائج أبحاث الأطباء حول العالم -والتى لاتخفى على الكثيرين- حول أضرار تدخين الشيشة.

وفيما يخص الجنس الناعم فإن التدخين بصفة عامة يتسبب فى ثلث وفيات السرطان، كما إن الإحصائيات تؤكد أن وفيات المرأة بسرطان الرئة أكبر من الوفيات بسرطان الثدى، ويتسبب التدخين فى انخفاض كثافة العظام “الهشاشة”؛ ويسبب التدخين مضاعفات شديدة على الأنوثة مثل الرائحة السيئة للفم ومشاكل الأسنان وفقدان حاسة التذوق، وظهور تجاعيد الجلد بسبب تكسير الكولاجين.

وعلى جانب آخر يسبب التدخين تفاقم مشكلة حب الشباب فى البنات، ونمو الشعر فى أماكن مثل الذقن واليدين والساقين، بالإضافة إلى تغيير نبرة الصوت نحو الخشونة، وزيادة ألم الدورة الشهرية، والانقطاع المبكر للطمث، وتأخر الحمل والعقم أحيانا، كما أنه يؤدى إلى الانفجار المبكر للأغشية قبل موعد الولادة.

ويضيف الخبراء أن التدخين يزيد من حدوث الإجهاض، والحمل خارج الرحم، كما أنه يتسبب فى تأخير الحمل، مع تأثير سلبى على الإخصاب حيث تقل نسبة الإخصاب إلى 50% لدى المدخنات بسبب التأثير السمى المباشر للنيكوتين.

هذه بإختصار شديد بعض من كثير من أضرار التدخين بصفة عامة، والشيشة بصفة خاصة، وإنطلاقاً من ذلك -وتمشياً مع طبائعنا وعاداتنا الشرقية- يرفض المجتمع تماماً صورة المرأة المدخنة، ويعتبرها شذوذاً على القاعدة ونشوزاً عن المألوف، وهذا ماجرت عليه أعرافنا، فلا يتقبل الأب الشرقى أن يرى إبنه أو إبنته تجلس على إحدى الكافيهات تدخن الشيشة، أو يرضى الزوج “عادة” أن “تكركر” زوجته بالشيشة تحت أى ظروف وبأى مسمى..هكذا ألفنا آبائنا يفعلون.

الإعلامية ريهام سعيد كان لها راى آخر فى برنامجها الذى يذاع على فضائية الحياة، حيث صرحت وبكل قوة: “الشيشة مش عيب”، وأضافت: “ولا بأخاف من حد ولا بأتكسف..وعمرى ما بأتحرج”، وأستكملت: “الدنيا كلها فى الكافيهات بتشرب شيشة عادى”، فى رد منها على خبر ذكرت أنها قرأته على بوابة “الوطن” الالكترونية، مفاده أن متصلة قد أحرجتها فى حلقة الأحد الماضى، حيث قالت المتصلة أنها تتمنى من ريهام أن “تبطل” الشيشة.

“ريهام” لا أعتقد أنه فاتها أن الملايين يشاهدون التلفزيون، بل ويعتبرونه الوسيلة الأولى والأكثر أهمية لبناء ثقافاتهم وشخصيتهم، خاصة فى الصعيد والمناطق الأقل تطوراً وحداثة، كما إن الفنانين والإعلاميين ونجوم الشاشة يعدون “القدوة” لهؤلاء الملايين ..وفى مقدمتهم البسطاء منهم، ولعلنا جميعاً لمسنا التقليد التام للممثل محمد رمضان فى شكل “حلاقة الذقن” فى مسلسله “الأسطورة”، وكذلك الجرائم المستحدثة التى إرتكبت بنفس طريقة إجبار “ناصر الدسوقى” لـ “مرسى” على إرتداء “قميص النوم” لإزلاله.

“ريهام” إستطاعت بإسلوبها وحرفيتها أن تجتذب أكثر من مليون معجب ومتابع لصفحتها الرسمية على “فيس بوك”، وعشرات الآلاف من الأعضاء لصفحات أخرى تدعمها، ألم تفكر لحظة فى أن هؤلاء “المتيمين بها” من الممكن أن “يقلدوها” فى التدخين، خاصة عندما تصرح بكل قناعة: “تدخين المرأة للشيشة أو للسيجارة مضر وليس عيباً”..!!

“ريهام”..القاعدة الفقهية تنص على أن “المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً”، وكذلك فإن “التعيين بالعرف كالتعيين بالنص”، والمعروف هنا أن التدخين بصفة عامة للرجال والنساء مكروهاً، كما إن تدخين المرأة مرفوضاً بكافة أشكاله، ففى الأسر ذات التربية “الطبيعية” لا يقبل أخاً تدخين أخته، ولا إبناً على أمه، ويسود ذلك العرف فى المجتمعات الشعبية التى تمثل القاسم الأعظم لوطننا.

ويمثل تدخين المرأة عيباً وخروجاً عن المألوف، وعن طبيعتها الأنثوية الرقيقة التى أوصانا النبى أن نرفق بها، وعلى الجانب الآخر فإن الإعلاميين هم نبراس الشعب وقدوته ومثله الأعلى، وبالتالى وجب أن يكونوا عند حسن ظنهم وخير قدوة حسنة لهم، وفى ذلك يتحملون الكثير من المشاق مقابل تأدية رسالتهم النبيلة، وهذه هى متاعب “الشخصية العامة”، كما قال ابن حزم الاندلسي: “من تصدر لخدمة العامة، فلابد أن يتصدق ببعض من عِرضه على الناس، لأنه لامحالة مشتــوم، حتي وإن واصل الليل بالنهــــار”.

“ريهام”..رفقاً بنا، لديك سلاح فتاك حباكى به الله هو “القدرة على الاقناع”، وتملكين جيشاً قوياً ومدمراً “معجبيكى ومتابعيكى”، أتمنى أن تحسنى توجيه جيشك وسلاحك لما يفيد المواطنين ويرسى القواعد والأسس والقيم النبيلة التى نفتقدها جزئياً يوماً بعد يوم بينهم، كما أتمنى أن أشاهدك قريباً تعلنين: “بطلت الشيشة والتدخين لأنها عيب وميصحش الست تدخن”.