أخباراتصالاتالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: الأفراح..والليالى الملاح

فى إحدى الزيارات التفقدية لمحافظة الاسكندرية بصحبة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ مايقرب من 5 سنوات ذكر الوزير لعدد من الشبابا المطورين المصريين أن لعبة “كاندي كراش” الشهيرة تدر دخلاً لمبتكريها يقدر بـ 5 ملايين دولار يومياً، فى دعوة صريحة للتوجه نحو صناعة “تطبيقات الألعاب الالكترونية”..هذا التصريح جاء بعد مرور أكثر من 5 سنوات على إختراع هذه اللعبة فى أبريل من العام 2012.

ومؤخراً أدركنا أهمية صناعة تطبيقات الهواتف الذكية وعلى رأسها قطاع “الألعاب الالكترونية”، وبات للاتحاد المصري للألعاب الالكترونية نشاطاً ملحوظاً وملموساً، عقب قبلة الحياة التى مثلها القرار السيادى الواعى والدعم الرئاسى القوى فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإطلاق مبادرة “إبداع إفريقيا لتكنولوجيا الألعاب”، بهدف تنمية قدرات 10 آلاف شاب مصري وإفريقي لتطوير الألعاب الإلكترونية، ولتحفيز الشركات الصغيرة للعمل فى هذا المجال خلال معرض ومؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات “كايرو آى سى تى 2018”.

على ذكر الاستخدامات التكنولوجية المرتبطة بالقطاعات المختلفة هناك صناعة ضخمة نغفل عن تفعيلها؛ وهى ما تسمى بـ “السياحة الالكترونية”، والتى تشير التقارير إلى أن حجمها يتجاوز 150 مليار دولار سنوياً، ونصيب مصر “صاحبة ثلث آثار العالم والـ 7 آلاف عام من الحضارة” من هذا الرقم لايذكر..!!

وبالرغم من الثورة التكنولوجية التى نشهدها، والتغلغل الألكترونى فى مفاصل قطاعات الدولة وفوائده الجمة إلا أن القطاع السياحى لا يزال يستخدم الطرق التقليدية التى عفا عليها الدهر فى التسويق لمنتجاته، رغم ثبوت فشلها الذريع خاصة فى السنوات الأخيرة، ورغم التدهور الغير مبرر لحال هذا القطاع مع إمتلاكه لكنوز لم يجود الدهر بمثلها لغيرنا.

عندما تقرأ فى ملف “السياحة الالكترونية” فى مصر تنبهر، وترى العجب العجاب، فمسئولى هذا القطاع أعتبروا أن تخصيص “موقع الكترونى” للوزارة هو ما يطلق عليه الآخرون “سياحة الكترونية”، وهذا بالضبط ماروجوا له عقب تدشينهم لـ ” بوابة مصر السياحية” فى العام 2016، وأقاموا الاحتفالات و”الأفراح والليالى الملاح” إحتفاءً بهذا الحدث، وطبعاً هذا الـ “ويب سايت” بعيد كل البعد عن مفهوم صناعة السياحة الالكترونية ذات العائدات المليارية التى نتحدث عنها.

والجانب الأكثر إبهاراً فى هذه القصة أن لجنة السياحة الإلكترونية التى تضم شركات السياحة بالغرفة التجارية أكدت أنها ليس لديها علم، ولم يطلب منها المشاركة فى إعداد هذا الموقع الإلكترونى ..!!

صناعة “السياحة الالكترونية” هى الأمل فى إنقاذ هذا القطاع الغنى بموارده، وإيراداتها المتوقعة تفوق أضعاف واردات السياحة التقليدية، وكل ما تتطلبه هو قرار بمبادرة رئاسية، وإسناد الأمر للقطاع التكنولوجى الواعد صاحب أعلى معدلات نمو بين القطاعات الحكومية طبقاً لأحدث المؤشرات.

error: Alert: Content is protected !!