أخبارمقالات

خالد أبو المجد يكتب: صنع فى مصـــــر

الاستماع للخبر

طلبت من البائع أحد المنتجات المستخدمة فى التنظيف بالمنازل، فأعطانى عبوة منها بسعر يكاد يكون ضعف سعرها المعتاد الذى أشتريها به كل مرة، متعللاً بكونها “مستوردة”، وأنها تفضل المنتج المصرى الذى إعتدت إستخدامه بمراحل..والعجيب أننى لم ألحظ أى إختلافاً يذكر بين المنتجين، حتى إنى شككت فى صدق روايته، وفتشت بنفسى عن بلد التصنيع، فوجدته محقاً.

عندما إنخفض سعر العملة الأجنبية “الدولار” بضع قروش مع بدايات الأسبوعين الماضيين إستبشر كل المصريين الخير، وشعروا بقرب إنفراج أزماتهم الاقتصادية، كما أن الأنباء التى تداولتها بيوت الخبرة ووكالات الانباء الاقتصادية المتخصصة بعثت روح التفاؤل لدى الشعب، خاصة مع رفع التصنيف الائتمانى للاقتصاد المصرى.

بعدها بأيام راح بشير الأنباء المخيبة يظهر فى الأفق من جديد مؤكداً أن هذه الصحوة المفاجئة للعملة المحلية لن تلبث أن تخبو، خاصة مع إقتراب حلول شهر رمضان المعظم، والذى يشهد موجة كبيرة من إتجاه السوق من الخارج إلى الداخل، أى المزيد من الاستيراد لسد حاجة السوق المحلية من اللعب والفوانيس والبمب والشماريخ والصواريخ..ناهيك عن الياميش وقمر الدين وماشابه.

لست خبيراً إقتصادياً مؤهلاً للتعليق على حركة السوق، إلا أننى إنطلاقاً من كونى مواطن مصرى عادى، غيور على وطنه وإقتصاده، محب لثراه، أؤكد أنه بأيدينا نحن أن نحافظ قدر الامكان على عملتنا وإقتصادنا بطرق بسيطة لا تستوجب عناء.

من داخل قطاعنا التكنولوجى من الممكن أن نوفر مليارات الدولارات، عن طريق إستخدام المنتجات مصرية الصنع، أو التى يدخل فيها التصنيع المصرى بنسبة؛ حتى ولو كانت ضئيلة، وعلى قمة هذه المنتجات أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، والتى تلتهم الجزء الأكبر من الحصة الدولارية بالسوق، وكذلك يمكن الاستغناء عن الاكسسوارات التى يتم إستيرادها بالملايين.

سمة أخرى يمكن إذا أبطلنا إتباعها ستؤدى بالتبعية إلى توفير العملات الصعبة، وهى “التقليد”، فالسواد الأعظم من شبابنا وطلابنا يستخدمون هواتف التفاحة “آيفون” دون دراية أو حاجة لمميزاتها التى تحتويها، فأظنكم توافقوننى الرأى أن هؤلاء ليس لديهم من البيانات والمعلومات ماهم بحاجة إلى إخفاءه أو تأمينه..غاية الأمر أنه التقليد و”المنظرة”.

بقى نداء أخير لأصحاب القرار بمنع إستيراد المنتجات التى لها منتج شبيه مصرى؛ على أن يكون المنتج المحلى بنفس جودة المستورد أو يفوقه، حماية لمنتجاتنا وإقتصادنا، ودعماً لشعار صنع فى مصر، وإحياء للوطنية وعشقاً للوطن.