أخبارمقالات

خالد ابو المجد يكتب: فى التوقيت المناسب

الاستماع للخبر

فى تسعينات القرن الماضي كانت الأزمة المرورية في مصر مضرب الأمثال فى العالم، وكان التكدس المرورى مانعا أساسيا لإستضافة مصر للمحافل الدولية على الرغم من توافر كافة الظروف الملائمة الأخرى..وكان التحدى فى “مؤتمر السكان”.
تم قبول إستضافة مصر لفعاليات مؤتمر السكان العالمى بعد وعد بتذليل الصعاب المرورية التى قد تواجه الضيوف، وبالفعل؛ إنتفضت وزارة الداخلية عن بكرة أبيها، وأصبح كبار الضباط موجودين بالشوارع الرئيسية والميادين المشهود لها بالكثافة، وعاشت مصر فى سيولة مرورية مذهلة، للحد الذى جعل المسافة من التحرير حتى مطار القاهرة يمكنك أن تقطعها في أشد ساعات الذروة خلال ١٥ دقيقة تقريباً.
المراد مما سبق إثبات أن مصر إذا أرادت .. فعلت، وأنها -أى مصر- تستطيع فعل المستحيل، وهذا بالضبط ماشهدناه – وشهده العالم معنا- خلال فعاليات بطولة الأمم الأفريقية التى إنتهت أمس.
على الجانب الإعلامي؛ وعلى الرغم من نجاح قناة “تايم سبورت” فى تقوية إرسالها وإجتذاب الكثيرين، إلا أن “الغابة الخرسانية العشوائية” منعت كثيرين آخرين من الاستمتاع بالمباريات، ولجأت للمقاهى والوصلات غير الشرعية.
وكان التلفزيون المصرى قد أعلن قبيل البطولة عن توفيره لجهاز لإستقبال البث الرقمي، ولكن لم يتم الترويج له إعلاميا ولا تسويقيا بالشكل الملائم .. ففشلت مبيعاته.
حتى جهاز الريسيفر الذى تم طرحه مؤخراً وبسعر مغري جدا .. تأخر طرحه كثيرا جدا، ولو كان تم طرحه قبيل البطولة لبلغت مبيعاته عشرات الملايين من الوحدات، أسوة بما حدث مع “الوصلة” الصينية التى تضاعفت أسعارها مئات المرات، بل إنه كان يتم حجزها “بالواسطة” للحصول عليها ..!!
خالص التحية والتقدير والاحترام للقيادة السياسية صاحبة القرار، ولكل رجل ساهم في إنجاح هذه البطولة، وأجهزة ورجال الأمن الذين عبروا بالبطولة إلى بر الأمان بكل حرفية وقدرة، ولجمهور مصر المتحضر الواعى الناضج، وتحية شكر للشركات التى ساهمت فى إخراج التمثيل الجماهيرى بهذه الصورة المشرفة، وعلى رأسها شركات أورنج مصر والمصرية للاتصالات وأوبو ايجيبت.