أخبارالأرشيفتكنولوجياتكنولوجيا المالمقالات

“دماغيات” خالد أبو المجد: السيستم مش واقع .. !!

الاستماع للخبر

أكثر من ثلاث ساعات كاملة أمضيتها فى إنتظار النداء على رقمى لإنجاز ما أتيت لأجله فى هذا البنك ذو الإسم الكبير فى عالم الاقتصاد، إلا أن الطوابير تتحرك ببطء شديد، والأرقام الـ 96 التى تفصلنى عن الموظف القابع خلف الشباك الزجاجى تكاد لا تتحرك ..وطبعاً السبب معروف ..السيستم بطئ أو “واقع”.

أثناء جلوسى فى ساعات الانتظار هذه حاولت أن أتصفح بعض الأخبار، أو أن أدون البعض الآخر، إلا أن تغطية شبكة المحمول كانت ضعيفة للغاية، مما لايسمح بخدمات الصوت أصلاً..فما بالك بخدمات الانترنت .

عندما أحسست بطول فترة الانتظار، وأن اليوم “ضاع” دون طائل، وألقى الظلام سدوله وأوشك أن يحل على المدينة، سألت عن سبب التعطيل، وإلى متى، وكانت الاجابة “المدير فوق..روح إسأله”.

الحق يقال..المدير إستقبلنى بحفاوة، وشرح لى أن شبكة الانترنت التى تربطه بالفرع الرئيسى غير جيدة، وهو يعانى من هذا الضعف الكبير؛ فعرضت عليه أن أتدخل وأناشد المسئولين لكى يتم تقوية شبكة المحمول داخل الفرع، وبالتالى يتم إستخدام الانترنت وخدمات الصوت عبرها مما يوفر الوقت والسلاسة فى العمل.

بداية رحب الرجل كثيراً وتهلل وجهه فرحاً، وشرعت بالفعل فى الاتصال بمسئولى شبكة المحمول الذين لم يتوانوا لحظة، بل حرصوا على التواصل مع مدير الفرع وتحديد موعد لبدء العمل فى تقوية الشبكة، مرحبين بأى عمل يفيد المواطنين والمستخدمين، دون أن يطالبوا بأجر..إلى هنا أعتقدت أن القصة أنتهت، ومتاعب الطوابير والزحام سيذهب دون رجعة، إلا أن القصة لم تنته، والقادم كان بحق العجب العجاب.

تصادف بعد أعوام ثلاثة أن ساقتنى الأقدار إلى نفس البنك فى ذات الفرع، دخلت ممنياً نفسى بعدد قليل من العملاء، ووقت إنتظار أقل بعد أن تم حل مشكلة السيستم، إلا أن الصدمة أفقدتنى ما تمنيته، أسقط فى يدى عندما رأيت طوابير المنتظرين، وأكثر من 80 عميل يفصلنى عن دورى فى تلقى الخدمة، على الفور ذهبت إلى مدير الفرع الذى بالطبع تم تغييره، وسريعاً سألته ن سبب الزحام فكانت الصاعقة: “السيستم بطئ وشبكة الانترنت بينى وبين الفرع الرئيسى سيئة” ..!!

نظرت إلى قوة الشبكة فى هاتفى فوجدتها أسوأ مما كانت فى السابق، وسألته عن مشروع تقوية الشبكة الذى بدأته مع المدير السابق فلم أجد عنده علم به من الأساس، إتصلت بمسئولى شبكة المحمول..فكانت الإجابة الصادمة: “الموظفين رفضوا .. بيقولوا شبكات المحمول بتجيب أمراض، وإحنا بنقعد فى البنك ساعات طويلة، مش عايزين تقوية للشبكة” .. !!

الفائدة مما سبق بإختصار أن التنمية التى نرجوها فى الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات، ومسيرة رقمنة المجتمع والمعاملات لابد أن يسبقها تنمية فكرية وتثقيفية للعنصر البشرى، حتى لا تتعثر عجلة التطور التقنى أما صلف وتعند ذوى الأفكار البالية والمعتقدات الخاطئة والعقول المتحجرة.