د. حنان طاهر تكتب: السلوكيات الانانية أخطر من “كورونا”

نجحت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، بإمتياز فى مجابهة أزمة الكورونا..اتخذت عدة قرارات حاسمة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى عبد الفتاح السيسى، لاسيما فيما يتعلق بمحاولة البعض من التجار الجشعين لاستغلال الازمة فى رفع الأسعار.

قررت الحكومة تغريم أى تاجر جملة أو قطاعى مبلغ 30 ألف جنيه، والسجن عاماً فى حالة ضبط اى تلاعب بأسعر المنتجات..وحددت لذلك آليات منها تشكيل لجان تمر وكأن أعضاءها مستهلكون، أو عن طريق الاتصال المباشر بجهاز حماية المستهلك.

الحكومة –كما أسلفت- نجحت بجدارة، وأجهزت على تجار الازمات بالضربة القاضية..المفاجأة المحزنة فى تصرفات الكثيرين من المصريين، فى مختلف المناطق، والتى تكشف عن سلوك “إستهلاكى لا واعى”.

الكثيرون تكالبوا على شراء واكتناز السلع الغذائية، والمطهرات، وبهذا حولوا المتاجر والصيدليات إلى أوكار للاستغلال والجشع.

بعض المواد ارتفعت أسعارها بنسبة 600%؛ بسبب تكالب المستهلكين على الشراء والتخزيين..وكأن العالم مقبل على مجاعة..المشهد الذى رأيته فى متاجر التجمع الخامس يصيب كل من يراه بالفزع- طوابير من البشر تتسابق على “التكويش” على كل شئ وبكميات مهولة.

يحدث هذا رغم أن كل المواد الغذائية لها مدة صلاحية، تنتهى بعدها إمكانية إستخدامها..فضلاً عن أن وزارة التموين أعلنت على لسان وزيرها الدكتور على المصيلحى عن توافر السلع الاستراتيجية لفترات طويلةتزيد كثيراً عن مدة ترقب الوباء.

الحكومة فعلت ماعليها، وبقى على الشعب أن يقدم بعض التضحيات القليلة حتى نتمكن من إجتياز الأزمة الطارئة..وأن يعود إلى معدنه الاصيل الذى جربناه فى المواقف الصعبة والأزمات الحقيقية.

الامتناع عن الخروج من المنزل الا للضرورة..التزام النظافة الشخصية، وتطهير جميع الأدوات والأماكن التى نستخدمها ونضطر للمسها أو الامساك بها..عدم الاختلاط والاقتراب من بعضنا، والحرص على إبقاء مسافة متر على الأقل بين كل شخص وآخر..الامتناع عن المصافحة والتقبيل والأحضان..والأهم عدم التكالب على شراء و تخزين السلع والمواد؛ حتى لا نعطى للتجار ذريعة لرفع الأسعار .. ولكى نتيح الفرصة لغيرنا.

السلوكيات النابعة من الأنانية وحب الذات أخطر من فيروس كورونا نفسه.