أخبارالأرشيفتكنولوجياتكنولوجيا الصحةمجتمعمقالاتمنوعات

دماغيات “أبو المجد”: ياريت تدوم .. !!

الاستماع للخبر

منظر لم  اعتد عليه؛ الشارع الواقع خلف عمارتنا خالي تماما من البشر والضوضاء وشاشات التلفاز العملاقة التي كانت تنشر علي جوانبه وفي وسطه القهوة الواقعة علي ناصيته وتحتل باقي جوانبه بكراسيها المنتشرة.

الساعة لم تتجاوز تسعة مساءً.. والقهوة للمرة الأولى في حياتي أراها مغلقة أبوابها مظلمة انوارها، بعد تطبيق قرار رئيس الوزراء بإغلاق المقاهي والكافيهات في السابعة مساءً .

مشاعر متضاربة راودتني في هذا المشهد؛ خوف ورعب وأماني وتمني، الخوف من الظلام، والرعب من فيروس كورونا، والأماني بأن تنقشع هذة الغمة وتبقي الأمة بصحة وسعادة .

أما التمني فهو لتطبيق هذه القرارات المحمودة من الحكومة بصفة عامة وعلي المدي الطويل، بصراحة منظر القوي العاملة من خيرة شبابنا وهم ينفثون دخان الشيشة (يقطع القلب)، وقت ثمين ضائع، وعمر يهدر، وصحة تتبدد، والمحصلة تدمير في الثروة البشرية المصرية.

ذات يوم سألت السفير الصينى بالقاهرة: كيف تستطيعون سد قوت كل هذه المليارات من البشر، فاجابنى ببساطة: بدء من الثامنة مساء تتحول الصين إلى مدينة أشباح؛ فمن لا ينام مبكراً لن يصحوا مبكراً؛ وبالتبعية لن يستطيع الذهاب إلى العمل فى السادسة صباحاً، ومن ثم لن يجد قوت يومه !! .. “من الآخر كده مفيش حاجة إسمها سهر ولا قعدة على قهاوى”.

البعض من قرارات الحكومة فى هذه الفترة محمود، ونتمنى تطبيقه بإستمرار، وبصراحة “ياريت تدوم”..ومنها تقنين ساعات عمل المقاهى، وكذلك الحرص على إتباع النظم الصحية التى بدأت العائلات المصرية فى إتباعها بتشدد -ربما للمرة الاولى- مما يوثق المثل القائل: “رب ضارة نافعة”.