أخبارالأرشيفمجتمعمقالاتمنوعات

خالد أبو المجد يكتب: رامز وقواعد اللعبة.. منتهى الهبد

الاستماع للخبر

كثيراً ما يطالعنا “النبهاء” من أبناء جيلهم بمعلومات أقل ماتوصف به أنها شطحات خيالية لاتصدر أبداً من عاقل، وحديثاً أطلق عليها جيل القرن الحادى والعشرون مصطلح “هبد”، وأصبح الهبد تصنيفاً عالمياً معروفاً لكل “الافتكاسات” التى يطلقها “المفتكسون”.

على سبيل المثال قديماً كانوا يقولون أن الفراعنة كانوا “عمالقة”، يبلغ طولهم عدة عشرات من الأمتار، وللأسف أن الآلاف صدق هذه الشائعة، حتى أثبتت الإكتشافات الأثرية كذب هذه الأقاويل.. وهكذا.

إلى كل الحدود السابقة الأمر مقبول؛ أو “مبلوع”، لكن ماوصلت إليه “النباهة” فى الفترة الأخيرة لا يحتمل، فقد إنتشرت شائعة -على خلفية إمتحانات التابلت- أن أحد الطلاب عندما إنتهى من الإجابة على الأسئلة جاءه الرد: “حظاً أوفر فى الدور الثانى حيث تم رصدك بالكاميرا تغش .. !!”.

المذهل فى هذه القصة أنها أنتشرت مثل النار فى الهشيم، حتى أن إبنتى أخبرتنى بها، بل وقالت لى أن البعض من زملائها أخبروها أن هذا الموقف بالضبط حدث معهم متسائلة: “هوه ممكن ده يحصل يابابا؟”، وعندما أخبرتها أن التجسس عبر الأجهزة الذكية ممكن بالفعل ولكنى أستبعد تماما أن يتم ذلك على المستوى الحكومى وعلى طلبة، كما أنه لا توجد تقنية فى العالم لمراقبة 600 ألف طالب فى نفس التوقيت، إضافة إلى أن “لاصقة” صغيرة على الكاميرا ستعوق هذه المراقبة مما يثبت إستحالة فرضية مراقبة غش الطلبة.

هذه واحدة.. أما ما وصلنى عبر الواتساب فيتجاوز بالفعل حدود العقل والمنطق، حيث ينبرى أحدهم – لا أعرف من ولا ماذا يعمل – ليبلغنا بعلمه المتعدى للحدود أن “رامز جلال”، صاحب برنامج “رامز مجنون رسمى” هو أحد جنود الماسونية العالمية، كما إن تسلسل أفكار البرنامج تستخدم قواعد الحياة من ماء ونار وتراب، وأن “السلسلة” التى يرتديها ترمز “للشيطان الأعظم”، كما أن “العين” الحمراء التى تقبع خلف الضيف ترمز للإله “مش عارف مين”، وعندما يخبرنا أن “قواعد اللعبة إتغيرت” فذلك يرمز إلى أن الماثونية العالمية قررت أن يكون العام 2020 هو بداية تغيير قواعد العالم .. وغيره الكثير من “الخزعبلات” والهبد الأصلى.

يبدو أن فيروس كورونا قد أصاب البعض فى عقولهم، كما أن سقف الشطحات قد تجاوز عنان السماء، فرفقاً بنا أيها الهبيدة.