أخبارالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: إبنى مدمن .. !!

الاستماع للخبر

لا تكاد تمر خمس دقائق دون أن يتخللها صراخ أبنى الصغير -صاحب الأعوام الستة- منادياً على أصدقائه من أبناء عمومته أو خالاته، اللذين يشاركونه فى “تيم فرى فاير” اللعبة التى أصبحت تتربع حالياً على منصات الشهرة والأكثر تحميلاً من على الـ “جوجل بلاى” أو الـ “آب ستورز”.

فى لحظات الصراخ هذه، والتى يخاطب فيها أبنى الصغير قرنائه عبر الميكروفون الذى يخص اللعبة ليدعموه فى السيطرة على الموقف، أو قتل ذلك العدو الذى يوشك أن يقضى عليه، أو أى من هذا القبيل، فى هذه اللحظات تشعر أن أعصابك كلها متوترة، وأهم أن أصرخ فيه “وطى صوتك يامحمد”، إلا أن نظرة واحدة منه، مغلفة ببراءته المعهودة تجعلنى أكتم مشاعرى فى صدرى ولا يظهر منها على وجهى سوى الابتسامة.

ما أكتشفته مؤخراً أن هذا الصغير يستيقظ من النوم ليمسك بجهاز التابلت الخاص به قبل أى شئ، ليرى الجديد فى ألعابه، ولا يحلو له تناول الافطار إلا وهو يمارس لعبته المحبوبة، خاصة بعد إدخال شخصية “نمبر وان” فيها، الأمر إذاً وصل إلى مرحلة الادمان..وأعتقد أن هذا حال كثيرين.

أيضاً إكتشفت أنى أحسن حالاً من غيرى، حيث أن البعض يشكون من ضعف بصر أطفالهم نتيجة إنكفائهم طيلة اليوم على الشاشات المضيئة، كما لا حظت أيضاً ان “جوجل بلاى” ليس آمناً كما كنت أظن ويظن الكثيرون، فبعد ماحدث من ألعاب “الحوت الأزرق”، و”مريم”، وغيرهم بدأت فى تتبع ألعاب طفلى، ومحاولة “التفتيش”فيها.

مؤخراً لاحظت لعبة لا أتذكر إسمها حالياً، ملخصها أن زوج يتزوج غير زوجته، وتأتى العشيقة الجديدة لترغم الزوجة على العمل كخادمة، ثم تطلب من زوجها -الذى يستجيب فوراً- أن يطردها وإبنتها الصغيرة إلى الشارع، لتصل إلى منزل قديم تبدأ فيه اللعبة، حيث تقوم الزوجة والإبنة بمساعدة اللاعب بتنظيف المنزل وصيانة العيوب التى به .. تخيلوا ..!!

لعبة أخرى، تبدأ بمجسم لفتاة ترتدى ملابس لا تستر سوى القليل من جسمها، بقماش يشف ما تحته، وعلى اللاعب فى بداية اللعبة أن يبحث عن المفتاح المناسب ليفتح “قفل” تم وضعه فى مكان حساس من جسد الفتاة ..تصوروا، والأدهى من ذلك أن هذه اللعبة تسمى “نهضة العرب” .. !!

مما سبق نخرج بملاحظات هامة: الأولى أنه يجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم وأطفالهم جيداً، حتى فى ألعابهم، فكثير منها موجه ضمن الحملة الشعواء المكبرة للنيل من أبنائنا مع سلسلة المؤامرات الكبرى..صدقونى.

والملاحظة الثانية أنه طالما أبنائنا الصغار يحبون التكنولوجيا ويتعلقون بها سريعاً، فلماذا لا نستغل ذلك الشغف فى إتاحة المناهج الدراسية لهم وتعميم منظومة التابلت للصفوف الابتدائية الاولى، وأغلب الظن انهم سيعشقون التعليم ويتفوقون فيه بهذه الطريقة.

أما الملاحظة الثالثة والأخيرة فتتمثل فى ضعف المحتوى العربى على ألعاب الموبايل والانترنت، على الرغم من إطلاق المبادرة الرئاسية لذلك الشأن منذ عامين تقريباً، مع إمتلاك مصر والامة العربية لعقول ذهبية شابة يمكنها إن تم دعمها أن تحفظ اولادنا من إدمان الألعاب الأجنبية الضارة.