أخبارالأرشيفمقالات

دماغيات أبو المجد: بوليس الآداب .. !!

[box type=”info” ]”قصة شعر” محمد رمضان فى مسلسل الأسطورة أو فيلم الألمانى ليست ببعيدة عن أذهاننا، كذلك حادثة “قميص النوم” ..!![/box]

قالت المدرسة: “لاحظت أن الطالبات فى فصلى يتملكهم كبت وضيق شديدين يصلان لحد الإصابة بالإكتئاب والبكاء بسبب وبدون سبب، وخلت أن ذلك من تأثير إقتراب موعد إمتحانات الثانوية العامة، إلا أن نفس الشعور رأيته فى طالبات أخرى فى الصفين الأول والثانى الثانوى، مما جعلنى أتشوق لتتبع هذا الأمر فى محاولة للوقوف على سبب هذا الإكتئاب الجماعى”.

وتضيف المدرسة: “بالتحرى وجدت أن الأمر المشترك الذى يجمع هؤلاء البنات معاً هو متابعتهم لأحدى المسلسلات التركية التى يتم عرضها حالياً على شاشة التلفزيون، والتى تتسم بالكآبة والأحداث المأساوية والمؤسفة المتتالية للأبطال، مما ذرع لدى الطالبات شعور عميق بالحزن والإكتئاب”.

ماسبق هو تفسير طبيعى وحقيقى لتأثير المسلسلات والأفلام على المشاهدين -وبصفة خاصة المراهقين من الجيل الجديد- وكيف أن هؤلاء الشباب يتقمصون دور وشكل وتصرفات البطل، وأظن أن “قصة شعر” محمد رمضان فى مسلسل الأسطورة أو فيلم الألمانى ليست ببعيدة عن أذهاننا، كذلك حادثة “قميص النوم” التى حدثت بالفعل فى الفيوم..والمقتبصة من مشهد من ذات المسلسل.

ليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل إنهم أيضاً يتبعون طريقة حديث البطل ومخارج ألفاظه، بإختصار كل شيئ يقوم به البطل نراه فى الشارع نصب أعيننا، هذا الأمر بالنسبة لشباب الجيل الصاعد..فما هو الحال بالنسبة لفتياتنا ؟

النجمة روجينا -بطلة  مسلسل “بنت السلطان”- أن تنهى كل حلقة بمصطلح “إسكندرانى يتكون من 4 حروف يبدأ بالألف والحاء وينتهى بالهاء” نعده نحن “الدقة القديمة من وجهة نظر البعض” منتهى “قلة الأدب والسفالة”، لم أكن أتخيل أن يأتى اليوم ويدخل هذا اللفظ منزلى من خلال مسلسل تجيزه الرقابة، وكنا قديماً نصنف قائله كـ “قليل الحياء” ..تخيلوا معى كم مرة تم ذكر هذا اللفظ خلال حلقات المسلسل الـ 30 ؟

هذا فيما يخص الإعلام المرئى، وفيما يخص الإعلام المسموع فحدث ولاحرج، أغنيات مايسمى بـ “المهرجانات” فاقت كل حدود “القذارة”، ويكفى أن تضع أى كلمة “قبيحة” أو “قذرة” فى “سيرش” اليوتيوب وتقوم بجولة صغيرة حتى يظهر لك عشرات الأغنيات التى تحتوى هذه الكلمة ومرادفاتها..وصدقنى ولا تتعجب.

هذه نبذة بسيطة جداً عن دور الإعلام المرئى والمسموع فى تكوين شخصية المراهقين والمراهقات فى مجتمعاتنا، خاصة بعد أن أصبح العالم “قرية صغيرة”، وبات الإنفتاح الإعلامى دون قدرة على فلترته سواء عبر شاشات التلفاز أو الشبكة العنكبوتية، مما يعزز ضرورة وجود “بوليس الآداب” فى قطاعى الإعلام المرئى والمسموع، ليقوم بفلترة وتنقية مايمكن أن يصل إلى مسامع ومدارك شبابنا، ومحاسبة المتجاوزين..خاصة فيما يسمون أنفسهم بـ “مطربى الراب”.

error: Alert: Content is protected !!