
في مشهد نادر تقدم “أورنج مصر” درسًا في كيفية تحويل العلامة التجارية من مجرد شعار يبيع خدمة إلى منصة ثقافية تروي قصة أمة.
تحت شعار “قلبٌ مصري”، أعلنت شركة “أورنج مصر” عن تغيير شامل ومؤقت لشعارها التجاري الشهير، لتحل محله علامة جديدة مستوحاة من أعماق الحضارة المصرية القديمة. لم يعد الشعار مجرد دائرة برتقالية بسيطة، بل تحول إلى لوحة فنية تروي قصة خمسة آلاف عام من العظمة.
تعد هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في عالم الاتصالات، تخلت “أورنج مصر” عن هويتها البصرية العالمية المعروفة، لترتدي ثوبًا مصريًا أصيلًا، تضامنًا واحتفاءً بالحدث العالمي: الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، أعظم متاحف العالم القديم.
وتثبت هذه الخطوة أن روح العصر يمكن أن تتعانق مع عبقة التاريخ، وأن الشركات عندما تنتمي حقًا لمجتمعها، فإنها لا تتردد في أن تخلع عن نفسها ثوب العالمية لساعات، وتتوشح بعباءة الوطن، في صورة لن تنسى من ذاكرة المصريين.
تم تصميم الشعار الجديد بعناية فائقة بالتعاون مع خبراء في الآثار المصرية، ليعبر ببلاغة عن روح الحضارة المصرية:
· الدائرة الذهبية: استبدلت الدائرة البرتقالية بدائرة ذهبية لامعة، ترمز إلى الخلود وأشعة الشمس التي عبدها قدماء المصريين، وكذلك إلى الكنوز الذهبية التي سيحتضنها المتحف المصري الكبير.
· نقوش البردي: حلّت النقوش والرسومات المستوحاة من نبات البردي – الذي ارتبط بالكتابة والمعرفة – مكان الاسم المكتوب بخطها المعتاد. هذه النقوش تشكل إطارًا للشعار، وكأنه قطعة أثرية ثمينة تم اكتشافها للتو.
· اللغة الهيروغليفية: تم دمج رموز هيروغليفية بسيطة وأنيقة ضمن التصميم، تكتب كلمة “مصر”، في إشارة قوية إلى البعد الوطني والأصالة.
· اللون البرتقالي الخافت: لم يختفِ اللون البرتقالي تمامًا، بل ظل كخلفية خافتة أو كلون تدرجي ضمن الذهبي، في محاولة ذكية للمزج بين الهوية العالمية للعلامة والطابع المصري للحدث.
ومن خلال الشعار الجديد تؤكد”أورنج مصر”: “لسنا مجرد شركة تعمل في مصر، بل نحن شركة مصرية بقلب مصري، وافتتاح المتحف المصري الكبير هو لحظة فخر لكل مصري على وجه الأرض، وكان من واجبنا أن نكون جزءًا من هذه اللحظة التاريخية”.
وتضيف: “هذا التغيير ليس مجرد حملة إعلانية، بل هو رسالة تضامن من كل موظف في أورنج مصر، تؤكد على دور القطاع الخاص في دعم ورعاية التراث الحضاري لمصر، وتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، إنه تعبير عن انتمائنا لهذا البلد العظيم”.
لم تكن ردود الفعل الرسمية وحدها من سجلت حضورًا، فقد اجتاح التغيير منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاج مثل #أورنج_مصر_تتوشح_بالتاريخ و #قلب_مصري قوائم trending في مصر، عبر الآلاف من المستخدمين عن فخرهم ودهشتهم بهذه الخطوة المبدعة، معتبرين إياها “أجمل رسالة حب من شركة لبلدها”، و”نموذجًا يحتذى به في التسويق الذكي المرتبط بالهوية”.
ويرى خبراء التسويق والاتصال أن هذه الخطوة تتجاوز بكثير مفهوم الحملات الترويجية التقليدية:
· الارتباط العاطفي: تربط العلامة التجارية نفسها بأقوى مشاعر الفخر الوطني لدى المصريين، مما يخلق رابطة عاطفية قوية مع العملاء.
· التميز والإبداع: في سوق شديد التنافسية، تبرز “أورنج مصر” بهوية بصرية فريدة ومؤقتة، تجذب الانتباه وتولد حديثًا إعلاميًا واجتماعيًا مجانيًا واسعًا.
· المسؤولية المجتمعية: تضع الشركة نفسها في مصاف الراعي للثقافة والتراث، مما يعزز صورتها ككيان مساهم في المجتمع وليس هادفًا للربح فقط.
· الترويج للحدث عالميًا: من خلال هويتها العالمية، تصبح “أورنج مصر” سفيرًا غير رسمي للمتحف المصري الكبير أمام العالم، حيث سيلاحظ الشركاء والعملاء الأجانب هذا التغيير ويسألون عن سببه.
وأفادت مصادر داخل الشركة أن هذا الشعار المصري المؤقت سيبقى هو الوجه الرسمي لـ “أورنج مصر” عبر جميع قنواتها الترويجية، والمراكز الخدمية، ومنصات التواصل الاجتماعي، وحتى على تطبيقات الهواتف الذكية، طوال فترة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير. ليعود بعدها الشعار العالمي المعتاد، حاملًا معه ذكريات أجمل لحظة تضامن بين شركة ووطن.
وجدير بالذكر ان “أورنج مصر” كان قد سبق أن أعلنت عن تصميم أحد أبراج شبكتها للاتصالات على شكل مسلة فرعونية، في خطوة أخرى تندمج فيها التكنولوجيا الحديثة مع التراث المصري العريق.
يأتي هذا البرج الفريد، الذي يمزج بين وظيفته التقنية الحيوية وشكله المعماري المستوحى من الحضارة المصرية القديمة، تجسيداً لرؤية الشركة في توطين الابتكار وربط ماضي مصر العظيم بحاضرها المشرق ومستقبلها الطموح.
ولا يقتصر دور البرج على تعزيز خدمات الاتصالات فحسب، بل يتحول إلى معلم سياحي وثقافي جديد، يشهد على الإبداع المصري عبر العصور، ويعكس التزام “أورنج مصر” بدورها الوطني كمشارك فاعل في الحفاظ على الهوية المصرية وفي الاحتفاء بالحدث التاريخي المتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير.








